responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 131


وذلك غيبة ممنوعة ، وقد صرح صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم بفضله على جميع الأنبياء بقوله « أنا سيد ولد آدم » [1] لا بفضله على واحد بعينه ، فلا تعارض بين الحديثين * ( مَنْ كَلَّمَ اللَّه ) * موسى عليه السلام * ( ورَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ) * قيل : هو محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم لتفضيله على الأنبياء بأشياء كثيرة ، وقيل : هو إدريس لقوله : ورَفَعْناه مَكاناً عَلِيًّا ) * [ مريم :
57 ] فالرفعة على هذا في المسافة وقيل : هو مطلق في كل من فضله اللَّه منهم * ( مِنْ بَعْدِهِمْ ) * أي من بعد الأنبياء ، والمعنى : بعد كل نبيّ لا بعد الجميع * ( ولَوْ شاءَ اللَّه مَا اقْتَتَلُوا ) * كرره تأكيدا وليبنى عليه ما بعده * ( أَنْفِقُوا ) * يعم الزكاة والتطوّع * ( لا بَيْعٌ فِيه ) * أي :
لا يتصرف أحد في ماله ، والمراد : لا تقدرون فيه على تدارك ما فاتكم من الإنفاق في الدنيا ويدخل فيه نفي الفدية لأنه بشراء الإنسان نفسه * ( ولا خُلَّةٌ ) * أي مودّة نافعة لأن كل أحد يومئذ مشغول بنفسه * ( ولا شَفاعَةٌ ) * أي ليس في يوم القيامة شفاعة إلَّا بإذن اللَّه فهو في الحقيقة رحمة من اللَّه للمشفوع فيه ، وكرامة للشافع ليس فيها تحكم على اللَّه ، وعلى هذا يحمل ما ورد من نفي الشفاعة في القرآن أعني أن لا تقع إلَّا بإذن اللَّه فلا تعارض بينه وبين إثباتها ، وحيث ما كان سياق الكلام في أهوال يوم القيامة ، والتخويف بها نفيت الشفاعة على الإطلاق ، ومبالغة في التهويل . وحيث ما كان سياق الكلام تعظيم اللَّه نفيت الشفاعة إلَّا بإذنه * ( والْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) * قال عطاء بن دينار : الحمد للَّه الذي قال هكذا ، ولم يقل : والظالمون هم الكافرون * ( اللَّه لا إِله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) * هذه آية الكرسي وهي أعظم آية في القرآن حسبما ورد في الحديث ، وجاء فيها فضل كبير في الحديث الصحيح وفي غيره * ( لا تَأْخُذُه سِنَةٌ ولا نَوْمٌ ) * تنزيه للَّه تعالى عن الآفات البشرية ، والفرق بين السنة والنوم : أن السنة هي ابتداء النوم لا نفسه : كقول القائل :
* في عينه سنة وليس بنائم * * ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه ) * استفهام مراد به نفي الشفاعة إلَّا بإذن اللَّه ، فهي في الحقيقة راجعة إليه * ( يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ ) * الضمير عائد على من يعقل ممن



[1] . أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة 2 / 715 .

131

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست