responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 104


الصفا والمروة ، والسعي بينهما واجب عند مالك والشافعي ، وإنما جاء بلفظ يقتضي الإباحة لأن بعض الصحابة امتنعوا من السعي بينهما ، لأنه كان في الجاهلية على الصفا صنم يقال له أساف ، وعلى المروة صنم يقال له نائلة ، فخافوا أن يكون السعي بينهما تعظيما للصنمين ، فرفع اللَّه ما وقع في نفوسهم من ذلك ، ثم إنّ السعي بينهما للسنّة ، قالت عائشة رضي اللَّه عنها ، « سن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم السعي بين الصفا والمروة ، وليس لأحد تركه ، وقيل : إنّ الوجوب يؤخذ من قوله « شعائر اللَّه » وهذا ضعيف لأنّ شعائر اللَّه : منها واجبة ، ومنها مندوبة ، وقد قيل : إنّ السعي مندوب * ( يَطَّوَّفَ ) * أصله يتطوف ثم أدغمت التاء في الطاء وهذا الطواف يراد به السعي سبعة أشواط * ( ومَنْ تَطَوَّعَ ) * عاما في أفعال البر ، وخاصة في الوجوب من السنة أو معنى التطوّع بحج بعد حج الفريضة * ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ) * أمر محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم في الكتاب التوراة هنا * ( اللَّاعِنُونَ ) * الملائكة والمؤمنون ، وقيل : المخلوقات إلَّا الثقلين ، وقيل : البهائم لما يصيبهم من الجدب لذنوب الكاتمين للحق وبينوا أي شرط في توبتهم أن يبينوا لأنهم كتموا * ( والنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) * هم المؤمنون فهو عموم يراد به الخصوص ، لأنّ المؤمنين هم الذين يعتد بلعنهم للكافرين ، وقيل يلعنهم جميع الناس * ( خالِدِينَ فِيها ) * أي في اللعنة ، وقيل في النار * ( ولا هُمْ يُنْظَرُونَ ) * من أنظر إذا أخر ، أي لا يؤخرون عن العذاب ولا يمهلون أو من نظر لقوله : « لا ينظر إليهم » إلَّا أن يتعدّى بإلى * ( وإِلهُكُمْ إِله واحِدٌ ) * الواحد له ثلاثة معان كلها صحيحة في حق اللَّه تعالى : أحدها : أنه لا ثاني له فهو نفي للعدد ، والآخر : أنه لا شريك له ، والثالث : أنه لا يتبعض ولا ينقسم ، وقد فسر المراد به هنا في قوله لا إله إلَّا هو .
واعلم أن توحيد الخلق للَّه تعالى على ثلاث درجات الأولى : توحيد عامة المسلمين وهو الذي يعصم النفس من الهلك في الدنيا ، وينجي من الخلود في النار في الآخرة وهو نفي الشركاء والأنداد ، والصاحبة والأولاد ، والأشباه والأضداد . الدرجة الثانية : توحيد الخاصة ، وهو أن يرى الأفعال كلها صادرة من اللَّه وحده ويشاهد ذلك بطريق المكاشفة لا بطريق الاستدلال الحاصل لكل مؤمن ، وإنما مقام الخاص في التوحيد يغني [1] في القلب بعلم ضروري لا يحتاج إلى دليل ، وثمرة هذا العلم الانقطاع إلى اللَّه والتوكل عليه وحده واطراح جميع الخلق ، فلا يرجو إلَّا اللَّه ، ولا يخاف أحدا سواه إذ ليس يرى فاعلا إلَّا إياه



[1] . لعل مراد المؤلف رحمه اللَّه : يقع أو يحصل . واللَّه أعلم .

104

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست