responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 103


في غزوة بدر ، وكانوا أربعة عشر رجلا لما قتلوا حزن عليهم أقاربهم ، فنزلت الآية مبينة لمنزلة الشهداء عند اللَّه وتسلية لأقاربهم ، ولا يخصها نزولها فيهم بل حكمها على العموم في الشهداء * ( ولَنَبْلُوَنَّكُمْ ) * أي نختبركم ، وحيث ما جاء الاختبار في حق اللَّه فمعناه : أن يظهر في الوجود ما في علمه ، لتقوم الحجة على العبد ، وليس كاختبار الناس بعضهم بعضا ، لأن اللَّه يعلم ما كان وما يكون ، والخطاب بهذا الابتلاء للمسلمين ، وقيل : لكفار قريش ، والأول أظهر لقوله بعد هذا وبشر الصابرين * ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) * من الأعداء * ( والْجُوعِ ) * بالجدب * ( ونَقْصٍ مِنَ الأَمْوالِ ) * بالخسارة * ( والأَنْفُسِ والثَّمَراتِ ) * بالجوانح ، وقيل ذلك كله بسبب الجهاد * ( إِنَّا لِلَّه ) * اللام للملك ، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء * ( راجِعُونَ ) * تذكروا الآخرة لتهون عليهم مصائب الدنيا ، وفي الحديث الصحيح : أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم قال : من أصابته مصيبة فقال : إنا للَّه وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها أخلف اللَّه له خيرا مما أصابه . قالت أمّ سلمة فلما مات زوجي أبو سلمة قلت ذلك فأبدلني اللَّه به رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم [ أخرجه أحمد عن أم سلمة ج 6 ص 358 ] .
فائدة : ورد ذكر الصبر من القرآن في أكثر من سبعين موضعا ، وذلك لعظمة موقعه في الدين . قال بعض العلماء : كل الحسنات لها أجر محصور من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلَّا الصبر فإنه لا يحصر أجره ، لقوله تعالى : إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) * [ الزمر : 10 ] . وذكر اللَّه للصابرين ثمانية أنواع من الكرامة : أوّلها : المحبة ، قال : واللَّه يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) * [ آل عمران : 146 ] . والثاني : النصر قال : إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ ) * [ البقرة : 153 ] . والثالث : غرفات الجنة ، . قال : يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا ) * [ الفرقان : 75 ] والرابع : الأجر الجزيل قال : إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) * [ الفرقان : 4 ] والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية ، ففيها البشارة ، قال : * ( وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) * [ الزمر : 10 ] والصلاة والرحمة والهداية * ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) * والصابرون على أربعة أوجه : صبر على البلاء ، وهو منع النفس من التسخيط والهلع والجزع . وصبر على النعم وهو تقييدها بالشكر ، وعدم الطغيان ، وعدم التكبر بها . وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها . وصبر عن المعاصي بكف النفس عنها ، وفوق الصبر التسليم وهو ترك الاعتراض والتسخيط ظاهرا ، وترك الكراهة باطنا ، وفوق التسليم : الرضا بالقضاء ، وهو سرور النفس بفعل اللَّه وهو صادر عن المحبة ، وكل ما يفعل المحبوب محبوب * ( إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ ) * جبلان صغيران بمكة * ( مِنْ شَعائِرِ اللَّه ) * أي معالم دينه واحدها شعيرة أو شعارة * ( فَلا جُناحَ عَلَيْه ) * إباحة للسعي بين

103

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست