نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 89
146 - * ( وكَأَيِّنْ ) * : الأصل فيه « أي » التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه ، وصار في معنى كم التي للتكثير ، كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم : « كذا » لمعنى لم يكن لكلّ واحد منهما ، وكما أن معنى « لولا » بعد التركيب لم يكن لهما قبله ، وفيها خمسة أوجه كلها قد قرئ به : فالمشهور « كأيّن » ، بهمزة بعدها ياء مشددة ، وهو الأصل . والثاني : « كائن » - بألف بعدها همزة مكسورة من غير ياء وفيه وجهان : أحدهما - هو فاعل من كان يكون ، حكي عن المبرد وهو بعيد الصحة لأنّه لو كان كذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير . والثاني - أنّ أصله كأيّن ، قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيّئ . فوزنه الآن كعلف لأنّك قدّمت العين واللام ، ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتّضعيف ، كما قالوا في أيّهما أيّهما ، ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا ، كما أبدلت في آية وطائى . وقيل : حذفت الياء لساكنة وقدّمت المتحركة فانقلبت ألفا . وقيل : لم يحذف منه شيء ولكن قدّمت المتحركة وبقيت الأخرى ساكنة وحركت بالتنوين مثل قاض . والوجه الثالث - « كإ » على وزن كع وفيه وجهان : أحدهما - أنه حذف إحدى الياءين على ما تقدّم ، ثم حذفت الأخرى لأجل التنوين . والثاني - أنه حذف الياءين دفعة واحدة ، واحتمل ذلك لمّا امتزج الحرفان . والوجه الرابع - « كأي » - بياء خفيفة بعد الهمزة ، ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكّن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة ، كما سكّنوا الهاء في لهو ، وفهو وحرّك الياء لسكون ما قبلها . والخامس - « كيئ » بياء ساكنة قبل الهمزة وهو الأصل في كاء وقد ذكر . فأما التنوين فأبقي في الكلمة على ما يجب لها في الأصل ، فمنهم من يحذفه في الوقف لأنّه تنوين ومنهم من يثبته فيه لأنّ الحكم تغيّر بامتزاج الكلمتين . فأمّا أي فقال ابن جني : هي مصدر أوى يأوي إذا انضم واجتمع ، وأصله أوى ، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت وأدغمت مثل طي وشي . وأمّا موضع كأين فرفع بالابتداء ، ولا تكاد تستعمل إلا وبعدها من ، وفي الخبر ثلاثة أوجه : أحدها - « قتل » ، وفي قتل الضمير للنبي ، وهو عائد على كأين لأنّ كأين في معنى نبي والجيّد أن يعود الضمير على لفظ « كأين » ، كما تقول : مائة نبي قتل فالضمير للمائة إذ هي المبتدأ . فإن قلت : لو كان كذلك لأنّثت ، فقلت : قتلت ؟ قيل : هذا محمول على المعنى لأنّ التقدير : كثير من الرجال قتل ، فعلى هذا يكون « مَعَه رِبِّيُّونَ » في موضع الحال من الضمير في قتل . والثاني - أن يكون قتل في موضع جرّ صفة لنبي ، ومعه ربّيّون الخبر كقولك : كم من رجل صالح معه مال . والوجه الثالث - أن يكون الخبر محذوفا أي في الدنيا ، أو صائر ، ونحو ذلك . فعلى هذا يجوز أن يكون قتل صفة لنبي ، ومعه ربّيّون حال على ما تقدم . ويجوز أن يكون قتل مسندا لرّبيين ، فلا ضمير فيه على هذا ، والجملة صفة نبي . ويجوز أن يكون خبرا فيصير في الخبر أربعة أوجه . ويجوز أن يكون صفة لنبي والخبر محذوف على ما ذكرنا . ويقرأ « قاتل » فعلى هذا يجوز أن يكون الفاعل مضمرا وما بعده حال ، وأن يكون الفاعل ربّيون . ويقرأ « قتل » - بالتشديد ، فعلى هذا لا ضمير في الفعل لأجل التكثير ، والواحد لا تكثير فيه ، كذا ذكر ابن جني ولا يمتنع فيه أن يكون فيه ضمير الأوّل لأنّه في معنى الجماعة . و * ( رِبِّيُّونَ ) * - بكسر الراء ، منسوب إلى الرّبّة ، وهي الجماعة ، ويجوز ضمّ الراء في الرّبة أيضا ، وعليه قرئ ربّيّون بالضم وقيل من كسر أتبع ، والفتح هو الأصل ، وهو منسوب إلى الرب ، وقد قرئ به . * ( فَما وَهَنُوا ) * : الجمهور على فتح الهاء . وقرئ بكسرها ، وهي لغة والفتح أشهر . وقرئ بإسكانها على تخفيف المكسور . و * ( اسْتَكانُوا ) * : استفعلوا من الكون ، وهو الذّل . وحكى عن الفرّاء أنّ أصلها استكنوا ، أشبعت الفتحة فنشأت الألف وهذا خطأ لأنّ الكلمة في جميع تصاريفها ثبتت عينها تقول : استكان يستكين استكانة ، فهو مستكين ومستكان له ، والإشباع لا يكون على هذا الحدّ . 147 - * ( وما كانَ قَوْلَهُمْ ) * : الجمهور على فتح اللام على أنّ اسم كان ما بعد « إلَّا » ، وهو أقوى من أن يجعل خبرا والأول اسما لوجهين : أحدهما - أنّ * ( أَنْ قالُوا ) * : يشبه المضمر في أنه لا يضمر فهو أعرف . والثاني - أنّ ما بعد إلا مثبت والمعنى : كان قولهم ربّنا اغفر لنا دأبهم في الدعاء . ويقرأ برفع الأول على أنه اسم كان ، وما بعد إلَّا الخبر . * ( فِي أَمْرِنا ) * : يتعلَّق بالمصدر ، وهو إسرافنا . ويجوز أن يكون حالا منه أي إسرافا واقعا في أمرنا . 150 - * ( بَلِ اللَّه مَوْلاكُمْ ) * : مبتدأ وخبر ، وأجاز الفرّاء النصب ، وهي قراءة ، والتقدير : بل أطيعوا الله . 151 - * ( الرُّعْبَ ) * : يقرأ بسكون العين وضمّها ، وهما لغتان . * ( بِما أَشْرَكُوا ) * : الباء تتعلَّق بنلقى ، ولا يمنع ذلك لتعلَّق « في » به أيضا لأنّ في ظرف ، والباء بمعنى السبب ، فهما مختلفان . وما مصدرية . والثانية نكرة موصوفة ، أو بمعنى الذي وليست مصدرية . * ( وبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) * : أي النار فالمخصوص بالذم محذوف . والمثوى : مفعل ، من ثويت ، ولامه ياء . 152 - * ( صَدَقَكُمُ اللَّه وَعْدَه ) * : صدق يتعدّى إلى مفعولين في مثل هذا النّحو ، وقد يتعدّى إلى الثاني بحرف الجر ، فيقال : صدقت زيدا في الحديث . * ( إِذْ ) * : ظرف لصدق . ويجوز أن يكون ظرفا للوعد . * ( حَتَّى ) * : يتعلَّق بفعل محذوف ، تقديره : دام ذلك إلى وقت فشلكم . والصحيح أنها لا تتعلَّق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جرّ ، بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والواو على الجمل .
89
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 89