نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 79
ويجوز أن يكون « إِلَى » نعتا لرسول ، فيتعلَّق بمحذوف . * ( أَنِّي ) * : في موضع الجملة ثلاثة أوجه : أحدها - جرّ أي بأني ، وذلك مذهب الخليل ، ولو ظهرت الباء لتعلَّقت برسول ، أو بمحذوف يكون صفة لرسول أي ناطقا بأنّي ، أو مخبرا . والثاني - موضعها نصب على الموضع ، وهو مذهب سيبويه ، أو على تقدير : يذكر أنّي . ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا ، تقديره : ونعلمه أني قد جئتكم . والثالث - موضعها رفع أي هو أني قد جئتكم ، إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا . * ( بِآيَةٍ ) * : في موضع الحال أي محتجّا بآية . مِنْ رَبِّكُمْ : يجوز أن يكون صفة لآية ، وأن يكون متعلَّقا بجئت . * ( أَنِّي أَخْلُقُ ) * : يقرأ بفتح الهمزة ، وفي موضعه ثلاثة أوجه : أحدها - جرّ بدلا من آية . والثاني - رفع أي هي أنّي . والثالث - أن يكون بدلا من « أنّي » الأولى . ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف ، أو على إضمار القول . * ( كَهَيْئَةِ ) * : الكاف في موضع نصب نعتا لمفعول محذوف أي هيئة كهيئة الطير ، والهيئة مصدر في معنى المهيّأ كالخلق بمعنى المخلوق . وقيل : الهيئة اسم لحال لشيء ، وليست مصدرا ، والمصدر التّهيّؤ والتّهيئة . ويقرأ كهية الطَّير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها . وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطَّير وأحكامه . والهاء في * ( فِيه ) * تعود على معنى الهيئة لأنّها بمعنى المهيّأ . ويجوز أن تعود على الكاف ، لأنّها اسم بمعنى مثل ، وأن تعود على الطير ، وأن تعود على المفعول المحذوف . * ( فَيَكُونُ ) * : أي فيصير ، فيجوز أن تكون كان هنا التامة لأنّ معناها صار ، وصار بمعنى انتقل . ويجوز أن تكون الناقصة و « طائرا » على الأول حال ، وعلى الثاني خبر . و * ( بِإِذْنِ اللَّه ) * يتعلَّق بيكون . * ( بِما تَأْكُلُونَ ) * : يجوز أن تكون بمعنى الذي ، ونكرة موصوفة ، ومصدرية ، وكذلك ما الأخرى . والأصل في * ( تَدَّخِرُونَ ) * : تذتخرون إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة ، فلم يجتمعا فأبدلت التاء دالَّا ، لأنّها من مخرجها لتقرّب من الذال ، ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت . ومن العرب من يقلب التاء ذالا ، ويدغم . ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء ، وماضيه ذخر . 50 - * ( ومُصَدِّقاً ) * : حال معطوفة على قوله : « بِآيَةٍ » أي جئتكم بآية ومصدقا « لِما بَيْنَ يَدَيَّ » . ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها لأنّ ذلك يوجب أن يكون « ومصدقا لما بين يديه » على لفظ الغيبة . * ( مِنَ التَّوْراةِ ) * : في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف ، وهو بين . والعامل فيها الاستقرار ، أو نفس الظرف . ويجوز أن يكون حالا من « ما » فيكون العامل فيها مصدقا . و * ( لأُحِلَّ ) * : هو معطوف على محذوف ، تقديره : لأخفّف عنكم ، أو نحو ذلك . * ( وجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ ) * : هذا تكرير للتوكيد لأنّه قد سبق هذا المعنى في الآية التي قبلها . 52 - * ( مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) * : يجوز أن يتعلَّق « من » بأحسّ ، وأن يكون حالا من الكفر . * ( أَنْصارِي ) * : هو جمع نصير ، كشريف وأشراف . وقال قوم : هو جمع نصر وهو ضعيف ، إلا أن تقدّر فيه حذف مضاف أي من صاحب نصري أو تجعله مصدرا وصف به . و * ( إِلَى ) * : في موضع الحال متعلَّقة بمحذوف وتقديره : من أنصاري مضافا إلى الله ، أو إلى أنصار الله . وقيل : هي بمعنى مع ، وليس بشيء فإن « إلى » لا تصلح أن تكون بمعنى مع ، ولا قياس يعضّده . * ( الْحَوارِيُّونَ ) * : الجمهور على تشديد الياء ، وهو الأصل لأنّها ياء النسبة . ويقرأ بتخفيفها لأنّه فرّ من تضعيف الياء ، وجعل ضمّة الياء الباقية دليلا على الأصل كما قرؤوا « يستهزيون » ، مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستقل . واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض ، وكان الحواريّون يقصّرون الثياب . وقيل : اشتقاقه من حار يحور إذا رجع ، فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل : هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه . 53 - * ( فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) * : في الكلام حذف ، تقديره : مع الشاهدين لك بالوحدانية . 54 - * ( واللَّه خَيْرُ الْماكِرِينَ ) * : وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما والأصل وهو خير الماكرين . 55 - * ( مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إِلَيَّ ) * : كلاهما للمستقبل ، ولا يتعرفان بالإضافة ، والتقدير : رافعك إليّ ومتوفّيك لأنّه رفع إلى السماء ثم يتوفّى بعد ذلك . وقيل : الواو للجمع ، فلا فرق بين التقديم والتأخير . وقيل : متوفّيك من بينهم ، ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير . * ( وجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ ) * : قيل هو خطاب لنبينا عليه الصّلاة والسلام ، فيكون الكلام تامّا على ما قبله . وقيل : هو لعيسى . والمعنى : أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفّار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة . فأمّا يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كلَّا على عمله . 56 - * ( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ) * : يجوز أن يكون « الذين » مبتدأ « فَأُعَذِّبُهُمْ » خبره . ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسّره فأعذبهم تقديره : فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف ، وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسّرا له ، وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة . ولا يجوز أن يقدّر الفعل قبل الذين لأنّ « أمّا » لا يليها الفعل . ومثله : « وأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ » . « وأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ » - فيمن نصب . 58 - * ( ذلِكَ نَتْلُوه ) * : فيه ثلاثة أوجه : أحدها - ذلك مبتدأ ، ونتلوه خبره . والثاني - المبتدأ محذوف وذلك خبره أي الأمر ذلك ونتلوه في موضع الحال أي الأمر المشار إليه متلوا ، و « مِنَ الآياتِ » : حال من الهاء . والثالث - ذلك مبتدأ ومن الآيات خبره ونتلوه حال ، والعامل فيه معنى الإشارة . ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دلّ عليه « نتلوه » تقديره : نتلو ذلك ، فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا .
79
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 79