نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 65
وقيل : هو بدل من القرية ، تقديره : مرّ على قرية على عروشها أي مرّ على عروش القرية وأعاد حرف الجر مع البدل . ويجوز أن يكون على عروشها على هذا القول صفة للقرية ، لا بدلا تقديره : على قرية ساقطة على عروشها فعلى هذا يجوز أن يكون « وهِيَ خاوِيَةٌ » حالا من العروش ، وأن يكون حالا من القرية لأنها قد وصفت ، وأن يكون حالا من هاء المضاف إليه والعامل معنى الإضافة ، وهو ضعيف مع جوازه . * ( أَنَّى ) * : في موضع نصب بيحيي وهي بمعنى متى فعلى هذا يكون ظرفا . ويجوز أن يكون بمعنى كيف ، فيكون موضعها حالا من هذه - وقد تقدم - لما فيه من الاستفهام . * ( مِائَةَ عامٍ ) * : ظرف لأماته على المعنى لأنّ المعنى ألبثه ميّتا مائة عام . ولا يجوز أن يكون ظرفا على الظاهر لأن الإماتة تقع في ادنى زمان . ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف ، تقديره : فأماته ، فلبث مائة عام ويدلّ على ذلك قوله : « كَمْ لَبِثْتَ » ثم قال : « بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ » . * ( كَمْ ) * : ظرف للبثت . * ( لَمْ يَتَسَنَّه ) * : الهاء زائدة في الوقف ، وأصل الفعل على هذا فيه وجهان : أحدهما - هو يتسنّن ، من قوله : « حَمَإٍ مَسْنُونٍ » فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الأخيرة ياء كما قلبت في تظَّنيت ، ثم أبدلت الياء ألفا ، ثم حذفت للجزم . والثاني - أن يكون أصل الألف واوا ، من قولك : أسنى يسني إذا مضت عليه السّنون . وأصل سنة سنوة ، لقولهم سنوات . ويجوز أن تكون الهاء أصلا ، ويكون اشتقاقه من السنة ، وأصلها سنهة ، لقولهم سنهاء ، وعاملته مسانهة فعلى هذا تثبت الهاء وصلا ووقفا وعلى الأول تثبت في الوقف دون الوصل ، ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف . فإن قيل : ما فاعل يتسنّى ؟ قيل : يحتمل أن يكون ضمير الطعام والشراب لاحتياج كلّ واحد منهما إلى الآخر بمنزلة شيء واحد فلذلك أفرد الضّمير في الفعل . ويحتمل أن يكون جعل الضمير لذلك ، وذلك يكنّى به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد . ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب إليه وإذا لم يتغيّر الشراب مع سرعة التغير إليه فأن لا يتغيّر الطعام أولى . ويجوز أن يكون أفرد في موضع التثنية ، كما قال الشاعر : فكأنّ في العينين حبّ قرنفل أو سنبل كحلَّت به فانهلَّت * ( ولِنَجْعَلَكَ ) * : معطوف على فعل محذوف ، تقديره : أريناك ذلك لتعلم قدر قدرتنا ولنجعلك . وقيل الواو زائدة . وقيل التقدير : ولنجعلك فعلنا ذلك . كيف ننشرها : في موضع الحال من العظام ، والعامل في « كيف » ننشرها ولا يجوز أن تعمل فيها « انْظُرْ » لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، ولكن كيف وننشرها جميعا حال من العظام ، والعامل فيها « انظر » ، تقديره : انظر إلى العظام محياة . « وننشرها » يقرأ بفتح النون وضمّ الشين ، وماضيه نشر وفيه وجهان : أحدهما - أن يكون مطاوع أنشر اللَّه الميت فنشر ، ويكون نشر على هذا بمعنى أنشر ، فاللازم والمتعدي بلفظ واحد . والثاني - أن يكون من النّشر الذي هو ضدّ الطيّ أي يبسطها بالإحياء . ويقرأ بضم النون وكسر الشين أي نحييها ، وهو مثل قوله : « إِذا شاءَ أَنْشَرَه » . ويقرأ بالزاي أي نرفعها ، وهو من النّشز وهو المرتفع من الأرض ، وفيها على هذا قراءتان : ضمّ النون وكسر الشين من أنشزته . وفتح النون وضم الشين وماضيه نشزته وهما لغتان : و * ( لَحْماً ) * : مفعول ثان . * ( قالَ أَعْلَمُ ) * : يقرأ بفتح الهمزة واللام ، على أنه أخبر عن نفسه . ويقرأ بوصل الهمزة على الأمر ، وفاعل قال « اللَّه » . وقيل فاعله عزيز وأمر نفسه كما يأمر المخاطب ، كما تقول لنفسك : اعلم يا عبد اللَّه ، وهذا يسمّى التجريد . وقرئ بقطع الهمزة وفتحها وكسر اللام ، والمعنى : أعلم الناس . 260 - * ( وإِذْ قالَ ) * : العامل في « إذ » محذوف ، تقديره : اذكر فهو مفعول به لا ظرف . و * ( أَرِنِي ) * : يقرأ بسكون الراء وقد ذكر في قوله : « وأَرِنا مَناسِكَنا » . * ( كَيْفَ تُحْيِ ) * : الجملة في موضع نصب بأرني أي أرني كيفية إحياء الموتى ، فكيف في موضع نصب بتحيي . * ( لِيَطْمَئِنَّ ) * : اللام متعلقة بمحذوف ، تقديره : سألتك ليطمئنّ . والهمزة في يطمئن أصل ، ووزنه يفعل ولذلك جاء : « فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ » ، مثل اقشعررتم . * ( مِنَ الطَّيْرِ ) * : صفة لأربعة ، وإن شئت علقتها بخذ . وأصل الطير مصدر طار يطير طيرا ، مثل باع يبيع بيعا ، ثم سمّي الجنس بالمصدر . ويجوز أن يكون أصله طيّرا مثل سيّد ، ثم خففت كما خفف سيّد . ويجوز أن يكون جمعا ، مثل تاجر وتجر .
65
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 65