نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 60
غير معنى إلى وغير معنى من فمعنى اللام العفو أقرب من أجل التقوى ، فاللام تدلّ على علَّة قرب العفو . وإذا قلت : أقرب إلى التقوى كان المعنى مقارب التقوى ، كما تقول : أنت أقرب إليّ . وأقرب من التقوى يقتضي أن يكون العفو والتقوى قريبين ، ولكن العفو أشدّ قربا من التقوى . وليس معنى الآية على هذا ، بل على معنى اللام . وتاء التقوى مبدلة من واو وواوها مبدلة من ياء لأنه من وقيت . * ( ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ ) * : في « ولا تَنْسَوُا » من القراءات ووجهها ما ذكرناه في « اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ » . * ( بَيْنَكُمْ ) * : ظرف لتنسوا أو حال من الفضل . وقرئ : « ولا تناسوا الفضل » على باب المفاعلة ، وهو بمعنى المتاركة ، لا بمعنى السهو . 238 - * ( حافِظُوا ) * : يجوز أن يكون من المفاعلة الواقعة من واحد كعاقبت اللص ، وعافاه اللَّه . وأن يكون من المفاعلة الواقعة من اثنين ، ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين إذ كان الوجوب حاثّا على الفعل ، فكأنه شريك الفاعل الحافظ ، كما قالوا في قوله : « وإِذْ واعَدْنا مُوسى » فالوعد كان من اللَّه والقبول من موسى ، وجعل القبول كالوعد . وفي حافظوا معنى لا يوجد في احفظوا ، وهو تكرير الحفظ . * ( والصَّلاةِ الْوُسْطى ) * : خصّت بالذّكر وإن دخلت في الصلوات تفضيلا لها . والوسطى : فعلى من الوسط . * ( لِلَّه ) * : يجوز أن تتعلَّق اللام بقوموا ، وإن شئت ب « قانِتِينَ » . 239 - * ( فَرِجالًا ) * : حال من المحذوف ، تقديره : فصلَّوا رجالا ، أو فقوموا رجالا . ورجالا : جمع راجل ، كصاحب وصحاب ، وفيه جموع كثيرة ليس هذا موضع ذكرها . * ( كَما عَلَّمَكُمْ ) * : في موضع نصب أي ذكرا مثل ما علَّمكم . وقد سبق مثله في قوله : « كَما أَرْسَلْنا » ، وفي قوله : واذْكُرُوه كَما هَداكُمْ « . 240 - * ( والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ) * : الذين مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : يوصون وصية ، هذا على قراءة من نصب « وَصِيَّةً » . ومن رفع الوصية فالتقدير : وعليهم وصية ، و « عليهم » المقدّرة خبر لوصية . و * ( لأَزْواجِهِمْ ) * : نعت للوصية . وقيل : هو خبر الوصية ، وعليهم خبر ثان أو تبيين . وقيل : الذين فاعل فعل محذوف ، تقديره : ليوص الذين يتوفّون وصية ، وهذا على قراءة من نصب وصية . * ( مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) * : مصدر لأنّ الوصية دلَّت على يوصون ، ويوصون بمعنى يمتّعون . ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها ، أو صفة لوصية . وإلى الحول متعلق بمتاع ، أو صفة له . وقيل : متاعا حال أي متمتّعين ، أو ذوي متاع . * ( غَيْرَ إِخْراجٍ ) * : غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عن الأخفش تقديره : لا إخراجا . وقال غيره : هو حال . وقيل : هو صفة متاع . وقيل التقدير : من غير إخراج . 241 - * ( ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ ) * : ابتداء وخبر . و * ( حَقًّا ) * : مصدر . وقد ذكر مثله قبل . 242 - * ( كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّه ) * : قد ذكر في آية الصيام . 243 - * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ ) * : الأصل في ترى ترأى ، مثل ترعى ، إلا أن العرب اتّفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا ، ولا يقاس عليه وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله ، ولما حذفت الهمزة بقي آخر الفعل ألفا ، فحذفت في الجزم ، والألف منقلبة عن ياء . فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة . وإنّما عدّاه هنا بإلى لأنّ معناه ألم ينته علمك إلى كذا ؟ والرؤية هنا بمعنى العلم . والهمزة في « ألم » استفهام ، والاستفهام إذا دخل على النفي صار إيجابا ، وتقريرا ، ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى . * ( ثُمَّ أَحْياهُمْ ) * : معطوف على فعل محذوف ، تقديره : فماتوا ثم أحياهم . وقيل : معنى الأمر هنا الخبر لأن قوله : « فَقالَ لَهُمُ اللَّه مُوتُوا » أي فأماتهم فكان العطف على المعنى . وألف أحيا منقلبة عن ياء . 244 - * ( وقاتِلُوا ) * : المعطوف عليه محذوف ، تقديره : فأطيعوا وقاتلوا أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر . 245 - * ( مَنْ ذَا الَّذِي ) * : من استفهام في موضع رفع بالابتداء ، وذا خبره والذي نعت لذا ، أو بدل منه . و * ( يُقْرِضُ ) * : صلة الذي ، ولا يجوز أن تكون من وذا بمنزلة اسم واحد ، كما كانت « ماذا » لأن « ما » أشدّ إبهاما من « من » إذا كانت من لمن يعقل ، ومثله : « مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه » . والقرض : اسم للمصدر ، والمصدر على الحقيقة الإقراض . ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض ، كالخلق بمعنى المخلوق فيكون مفعولا به . و * ( حَسَناً ) * : يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، تقديره : من ذا الذي يقرض اللَّه مالا إقراضا حسنا . ويجوز أن يكون صفة للمال ، ويكون بمعنى الطيب أو الكثير .
60
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 60