نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 53
و « أشدّ » يجوز أن يكون مجرورا عطفا على ذكركم ، تقديره : أو كأشد أي أو كذكر أشدّ . ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على الكاف أي أو ذكرا أشد . و * ( ذِكْراً ) * : تمييز ، وهو في موضع مشكل وذلك أن أفعل تضاف إلى ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها ، كقولك : ذكرك أشد ذكر ، ووجهك أحسن وجه أي أشد الأذكار ، وأحسن الوجوه . وإذا نصبت ما بعدها كان غير الذي قبلها كقولك : زيد أفره عبدا ، فالفراهة للعبد لا لزيد . والمذكور قبل أشدها هنا هو الذّكر ، والذكر لا يذكر حتى يقال الذكر أشد ذكرا وإنما يقال : الذكر أشدّ ذكر بالإضافة لأنّ الثاني هو الأول . والذي قاله أبو علي وابن جنى وغير هما أنه جعل الذكر ذاكرا على المجاز ، كما تقول : زيد أشد ذكرا من عمرو . وعندي أنّ الكلام محمول على المعنى ، والتقدير : أو كونوا أشدّ ذكرا للَّه منكم لآبائكم ودلّ على هذا المعنى قوله تعالى : « فَاذْكُرُوا اللَّه » أي كونوا ذاكريه وهذا أسهل من حمله على المجاز . 201 - * ( فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ) * : يجوز أن تكون « في » متعلَّقة بآتنا ، وأن تكون صفة لحسنة قدّمت فصارت حالا . * ( وقِنا ) * : حذفت منه الفاء ، كما حذفت في المضارع إذا قلت يقي ، وحذفت لامها للجزم ، واستغنى عن همزة الوصل لتحرّك الحرف المبدوء به . 203 - * ( فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ) * : إن قيل : الأيّام واحدها يوم ، والمعدودات واحدها معدودة واليوم لا يوصف بمعدودة لأنّ الصفة هنا مؤنثة ، والموصوف مذكّر ، وإنما الوجه أن يقال أيام معدودة ، فتصف الجمع بالمؤنث . والجواب أنه أجرى معدودات على لفظ أيام ، وقابل الجمع بالجمع مجازا ، والأصل معدودة ، كما قال : « لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً » . ولو قيل : إنّ الأيام تشتمل على الساعات ، والساعة مؤنثة ، فجاز الجمع على معنى ساعات الأيام ، وفيه تنبيه على الأمر بالذكر في كل ساعات هذه الأيام ، أو في معظمها - لكان جوابا سديدا . ونظير ذلك الشهر والصيف ، والشتاء ، فإنها يجاب بها عن كم وكم إنما يجاب عنها بالعدد وألفاظ هذه الأشياء ليست عددا وإنما هي أسماء لمعدودات فكانت جوابا من هذا الوجه . * ( فَلا إِثْمَ عَلَيْه ) * : الجمهور على إثبات الهمزة . وقرئ « فلثم » ووجهها أنه لما خلط « لا » بالإثم حذف الهمزة لشبهها بالألف ثم حذف ألف « لا » لسكونها وسكون الثاء بعدها . * ( لِمَنِ اتَّقى ) * : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : جواز التعجيل والتأخير لمن اتّقى . 204 - * ( مَنْ يُعْجِبُكَ ) * : من نكرة موصوفة ، و « فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » متعلَّق بالقول ، والتقدير : في أمور الدنيا . ويجوز أن يتعلق بيعجبك . * ( ويُشْهِدُ اللَّه ) * : يجوز أن يكون معطوفا على يعجبك . ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال من الضمير في « يعجبك » أي يعجبك وهو يشهد اللَّه . ويجوز أن يكون حالا من الهاء في « قَوْلُه » والعامل فيه القول ، والتقدير : يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك . والجمهور على ضمّ الياء وكسر الهاء ونصب اسم اللَّه . وقرئ بفتح الياء والهاء ورفع اسم اللَّه ، وهو ظاهر . * ( وهُوَ أَلَدُّ ) * : يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على « يعجبك » . ويجوز أن تكون حالا معطوفة على « ويشهد » . ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد . و * ( الْخِصامِ ) * : هنا جمع خصم ، نحو كعب وكعاب . ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام . ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل ، كما يوصف بالمصدر في قولك : رجل عدل وخصم . ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة ، فيصح أن يضاف إلى المصدر ، تقديره : وهو شديد الخصومة . ويجوز أن يكون « هو » ضمير المصدر الذي هو « قوله » . وقوله خصام ، والتقدير : خصامه ألدّ الخصام . 205 - * ( لِيُفْسِدَ ) * : اللام متعلقة بسعى . * ( ويُهْلِكَ ) * - بضمّ الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد ، هذا هو المشهور . وقرئ بضمّ الكاف أيضا على الاستئناف ، أو على إضمار مبتدأ ، أي : وهو يهلك . وقيل : هو معطوف على يعجبك . وقيل : هو معطوف على معنى سعى لأنّ التقدير : وإذا تولَّى يسعى . ويقرأ بفتح الياء ، وكسر اللام ، وضمّ الكاف ، ورفع الحرث والتقدير : ويهلك الحرث بسعيه . وقرئ بفتح الياء واللام ، وهي لغة ضعيفة جدّا . و * ( الْحَرْثَ ) * : مصدر حرث يحرث ، وهو هاهنا بمعنى المحروث . * ( والنَّسْلَ ) * كذلك بمعنى المنسول . 206 - * ( الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ) * : في موضع نصب على الحال من العزّة والتقدير : أخذته العزّة ملتبسة بالإثم . ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة اثما .
53
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 53