نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 40
والواو داخلة في الأصل على أمة ، وقد فصل بينهما بقوله : « ومِنْ ذُرِّيَّتِنا » وهو جائز لأنه من جملة الكلام المعطوف . * ( وأَرِنا ) * : الأصل أرئنا ، فحذفت الهمزة التي هي عين الكلمة في جميع تصاريف الفعل المستقل تخفيفا ، وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة والجمهور على كسر الراء . وقرئ بإسكانها ، وهو ضعيف لأن الكسرة هنا تدلّ على الياء المحذوفة ووجه الإسكان أن يكون شبّه المنفصل بالمتصل ، فسكن كما سكن فخذ وكتف . وقيل : لم يضبط الراوي عن القارئ لأن القارئ اختلس فظنّ أنه سكن . وواحد ( المناسك ) منسك ، ومنسك ، بفتح السين وكسرها . 129 - * ( وابْعَثْ فِيهِمْ ) * : ذكر على معنى الأمة ، ولو قال : « فيها » لرجع إلى لفظ الأمة . * ( يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ) * : في موضع نصب صفة لرسول . ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منهم ، والعامل فيه الاستقرار . 130 - * ( ومَنْ يَرْغَبُ ) * : من استفهام بمعنى الإنكار ولذلك جاءت إلا بعدها ، لأنّ المنكر منفيّ ، وهي في موضع رفع بالابتداء ، ويرغب الخبر ، وفيه ضمير يعود على من . * ( إِلَّا مَنْ ) * : « من » في موضع نصب على الاستثناء . ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في يرغب . ومن نكرة موصوفة ، أو بمعنى الذي . و * ( نَفْسَه ) * : مفعول سفه لأن معناه جهل . تقديره : إلا من جهل خلق نفسه أو مصيرها . وقيل التقدير : سفّه - بالتشديد . وقيل التقدير في نفسه . وقال القراء : هو تمييز ، وهو ضعيف ، لكونه معرفة . * ( فِي الآخِرَةِ ) * : متعلق بالصالحين أي وإنه من الصالحين في الآخرة والألف واللام على هذا للتعريف لا بمعنى الذي لأنك لو جعلتها بمعنى الذي لقدمت الصلة على الموصول . وقيل : هي بمعنى الذي ، وفي متعلق بفعل محذوف يبيّنه « الصَّالِحِينَ » ، تقديره : إنه لصالح في الآخرة ، وهذا يسمى التّبيين ، ونظيره : < شعر > ربيته حتّى إذا تمعددا كان جزائي بالعصا أن أجلدا < / شعر > تقديره : كان جزائي الجلد بالعصا وهذا كثير في القرآن والشعر . 131 - * ( إِذْ قالَ لَه ) * : إذ ظرف لاصطفيناه . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : في الدنيا . ويجوز أن يكون التقدير : اذكر إذ قال . * ( لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) * : مقتضى هذا للفظ أن يقول : أسلمت لك لتقدم ذكر الربّ ، إلا أنه أوقع المظهر موقع المضمر تعظيما لأن فيه ما ليس في اللفظ الأول لأنّ اللفظ الأول يتضمّن أنه ربه ، وفي اللفظ الثاني اعترافه بأنه ربّ الجميع . 132 - * ( ووَصَّى بِها ) * : يقرأ بالتشديد من غير ألف ، وأوصى بالألف وهما بمعنى واحد . والضمير في « بها » يعود إلى الملَّة . * ( ويَعْقُوبُ ) * : معطوف على إبراهيم ، ومفعوله محذوف ، تقديره : وأوصى يعقوب بنيه لأنّ يعقوب أوصى بنيه أيضا ، كما أوصى إبراهيم بنيه ودليل ذلك قوله : « إِذْ قالَ لِبَنِيه ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي » ؟ والتقدير : قال : يا بني ، فيجوز أن يكون إبراهيم قال : يا بني . ويجوز أن يكون يعقوب . والألف في * ( اصْطَفى ) * بدل من ياء بدل من واو ، وأصله من الصفوة ، والواو إذا وقعت رابعة فصاعدا قلبت ياء ، ولهذا تمال الألف في مثل ذلك . * ( فَلا تَمُوتُنَّ ) * : النهي في اللفظ عن الموت ، وهو في المعنى على غير ذلك . والتقدير : لا تفارقوا الإسلام حتى تموتوا . * ( وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) * : في موضع الحال ، والعامل الفعل قبل إلَّا . 133 - * ( أَمْ كُنْتُمْ ) * : هي المنقطعة أي بل أكنتم « شُهَداءَ » ؟ على جهة التوبيخ . * ( إِذْ حَضَرَ ) * : يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل ، وتليين الثانية وجعلها بين بين ، ومنهم من يخلصها ياء لانكسارها . والجمهور على نصب « يَعْقُوبَ » ، ورفع « الْمَوْتُ » ، وقرئ بالعكس ، والمعنيان متقاربان . وإذ الثانية بدل من الأولى والعامل في الأولى شهداء ، فيكون عاملا في الثانية ويجوز أن تكون الثانية ظرفا لحضر ، فلا يكون على هذا بدلا . و * ( ما ) * : استفهام في موضع نصب ب * ( تَعْبُدُونَ ) * . و « ما » هنا بمعنى من ولهذا جاء في الجواب : إلهك . ويجوز أن تكون « ما » على بابها ، ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب . و * ( مِنْ بَعْدِي ) * أي من بعد موتي ، فحذف المضاف . * ( وإِله آبائِكَ ) * : أعاد ذكر الإله ، لئلا يعطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار . والجمهور على أن « آبائك » جمع التكسير . و * ( إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ) * بدل منهم . ويقرأ : « وإله أبيك » وفيه وجهان : أحدهما - هو جمع تصحيح حذفت منه النون للإضافة وقد قالوا : أب وأبون وأبين فعلى هذه القراءة تكون الأسماء بعدها بدلا أيضا . والوجه الثاني - أن يكون مفردا وفيه على هذا وجهان : أحدهما : أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع .
40
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 40