نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 31
* ( الْكِتابَ ) * : مفعول به أي المكتوب ، ويضعف أن يكون مصدرا . وذكر الأيدي توكيد ، وواحدها يد ، وأصلها يدي كفلس ، وهذا الجمع جمع قلة ، وأصله أيدي بضم الدال ، والضمة قبل الياء مستثقلة لا سيما الياء المتحركة فلذلك صيّرت الضمة كسرة ، ولحق بالمنقوص . * ( لِيَشْتَرُوا ) * : اللام متعلقة بيقولون . * ( مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ) * : ما بمعنى الذي ، أو نكرة ، موصوفة ، أو مصدرية ، وكذلك * ( مِمَّا يَكْسِبُونَ ) * . 80 - * ( إِلَّا أَيَّاماً ) * : منصوب على الظَّرف ، وليس ل « إلَّا » فيه عمل لأنّ الفعل لم يتعدّ إلى ظرف قبل هذا الظرف . وأصل أيام : أيوام ، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء تخفيفا . * ( أَتَّخَذْتُمْ ) * : الهمزة للاستفهام ، وهمزة الوصل محذوفة استغناء عنها بهمزة الاستفهام ، وهو بمعنى جعلتم المتعدية إلى مفعول واحد . * ( فَلَنْ يُخْلِفَ ) * : التقدير : فيقولوا : لن يخلف . * ( ما لا تَعْلَمُونَ ) * : « ما » بمعنى الذي ، أو نكرة ، ولا تكون مصدرية هنا . 81 - * ( بَلى ) * : حرف يثبت به المجيب المنفيّ قبله ، تقول : أما جاء زيد ؟ فيقول المجيب : بلى أي قد جاء . ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى ، فتقول : بلى ، قد جاء . فإن قلت في جواب النفي : نعم - كان اعترافا بالنفي وصحّ أن تأتي بالنفي بعده ، كقوله : ما جاء زيد ؟ فتقول : نعم ، ما جاء . والياء من نفس الحرف . وقال الكوفيون : هي بل ، زيدت عليها الياء ، وهو ضعيف . * ( مَنْ كَسَبَ ) * : في « من » وجهان : أحدهما - هي بمعنى الذي . والثاني - شرطية ، وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة ، إلا أن « كسب » لا موضع لها إن كانت « من » موصولة ، ولها موضع إن كانت شرطية والجواب « فَأُولئِكَ » ، وهو مبتدأ و « أَصْحابُ النَّارِ » خبره والجملة جواب الشرط ، أو خبر من . والسيئة على فيعلة ، مثل : سيد وهيّن ، وقد ذكرناه في قوله : « أَوْ كَصَيِّبٍ » ، وعين الكلمة واو ، لأنه من ساءه يسوءه . * ( بِه ) * : يرجع إلى لفظ من ، وما بعده من الجمع يرجع إلى معناها ، ويدلّ على أن « من » بمعنى الذي المعطوف ، وهو قوله : * ( والَّذِينَ آمَنُوا ) * . 83 - * ( لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّه ) * : يقرأ بالتاء على تقدير : قلنا لهم لا تعبدون ، وبالياء ، لأن بني إسرائيل اسم ظاهر ، فيكون الضمير وحرف المضارعة بلفظ الغيبة لأن الأسماء الظاهرة كلها غيب . وفيها من الإعراب أربعة أوجه : أحدها - أنه جواب قسم دلّ عليه المعنى ، وهو قوله : « أَخَذْنا مِيثاقَ » لأنّ معناه أحلفناهم ، أو قلنا لهم باللَّه لا تعبدون . والثاني - أنّ « أن » مرادة ، والتقدير أخذنا ميثاق بني إسرائيل على أن لا تعبدوا إلا اللَّه فحذف حرف الجر ، ثم حذف أن فارتفع الفعل ، ونظيره : < شعر > ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى بالرفع ، والتقدير عن أن أحضر . < / شعر > والثالث - أنه في موضع نصب على الحال ، تقديره : أخذنا ميثاقهم موحّدين ، وهي حال مصاحبة ومقدرة لأنهم كانوا وقت أخذ العهد موحّدين والتزموا الدوام على التوحيد ولو جعلتها حالا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير : أخذنا ميثاقهم ملتزمين الإقامة على التوحيد جاز ولو جعلتها حالا مقدّرة فقط جاز ويكون التقدير : أخذنا ميثاقهم مقدّرين التوحيد أبدا ما عاشوا . والوجه الرابع - أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي والتقدير : قلنا لهم لا تعبدوا . وفيه وجه خامس وهو أن تكون الحال محذوفة والتقدير : أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير ومثل ذلك قوله تعالى : « وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ » . * ( إِلَّا اللَّه ) * : مفعول تعبدون ولا عمل للا في نصبه لأنّ الفعل قبله لم يستوف مفعوله . * ( وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) * : إحسانا مصدر أي وقلنا : أحسنوا بالوالدين إحسانا . ويجوز أن يكون مفعولا به والتقدير : وقلنا : استوصوا بالوالدين إحسانا . ويجوز أن يكون مفعولا له أي ووصّيناهم بالوالدين لأجل الإحسان إليهم . * ( وذِي الْقُرْبى ) * : إنما أفرد ذي هاهنا لأنه أراد الجنس أو يكون وضع الواحد موضع الجمع وقد تقدم نظيره . * ( والْيَتامى ) * : جمع يتيم وجمع فعيل على فعالى قليل . والميم في * ( والْمَساكِينِ ) * زائدة لأنه من السكون . * ( وقُولُوا ) * : أي وقلنا لهم قولوا . * ( حُسْناً ) * : يقرأ بضم الحاء وسكون السين وبفتحهما وهما لغتان مثل : العرب والعرب ، والحزن والحزن وفرّق قوم بينهما فقالوا : الفتح صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والضم على تقدير حذف مضاف أي قولا ذا حسن . وقرئ بضم الحاء من غير تنوين ، على أن الألف للتأنيث . * ( إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ ) * : النصب على الاستثناء المتّصل ، وهو الوجه . وقرئ بالرفع شاذا ووجهه أن يكون بفعل محذوف ، كأنه قال : امتنع قليل ، ولا يجوز أن يكون بدلا لأنّ المعنى يصير : ثم تولَّى قليل . ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي إلا قليل منكم لم يتولّ ، كما قالوا : ما مررت بأحد إلا ورجل من بني تميم خير منه . ويجوز أن يكون توكيدا للضمير المرفوع المستثنى منه ، وسيبويه وأصحابه يسمّونه نعتا ووصفا وأنشد أبو علي في مثل رفع هذه الآية : < شعر > وبالصّريمة منهم منزل خلق عاف تغيّر إلَّا النّؤي والوتد < / شعر > * ( وأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ) * : جملة في موضع الحال المؤكّدة لأنّ توليتم يغني عنه . وقيل المعنى : تولَّيتم بأبدانكم وأنتم معرضون بقلوبكم فعلى هذا هي حال منتقلة . وقيل تولَّيتم : يعني آباءهم وأنتم معرضون ، يعني أنفسهم كما قال : « وإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ » ، يعني آباءهم . 84 - * ( مِنْ دِيارِكُمْ ) * : الياء منقلبة عن واو لأنه جمع دار . والألف في دار واو في الأصل لأنها من دار يدور وإنما قلبت ياء في الجمع لانكسار ما قبلها واعتلالها في الواحد . فإن قلت : فكيف صحّت في « لِواذاً » ؟ قيل : لما صحّت في الفعل صحّت في المصدر ، والفعل لاوذ . فإن قلت : فكيف صحّت في ديّار ؟ قيل : الأصل فيه ديوار ، فقلبت الواو وأدغمت . * ( ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ ) * : فيه وجهان : أحدهما - أن « ثم » على بابها في إفادة العطف والتراخي ، والمعطوف عليه محذوف تقديره : فقبلتم ، ثم أقررتم . والثاني - أن تكون « ثم » جاءت لترتيب الخبر ، لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى : « ثُمَّ اللَّه شَهِيدٌ » .
31
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 31