نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 28
وقيل من لم يهمز أخذه من النبوة ، وهو الارتفاع لأنّ رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق . وقيل النبي : الطريق فالمبلغ عن اللَّه طريق الخلق إلى اللَّه ، وطريقه إلى الخلق . وقد قرئ بالهمز على الأصل . * ( بِغَيْرِ الْحَقِّ ) * : في موضع نصب على الحال من الضمير في يقتلون والتقدير : يقتلونهم مبطلين . ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، تقديره قتلا بغير الحق وعلى كلا الوجهين هو توكيد . * ( عَصَوْا ) * : أصله عصيوا ، فلما تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدلّ عليها . والواو هنا تدغم في الواو التي بعدها لأنها مفتوح ما قبلها ، فلم يكن فيها مدّ يمنع من الإدغام ، وله في القرآن نظائر ، كقوله : « فَقَدِ اهْتَدَوْا وإِنْ تَوَلَّوْا » فإن انضمّ ما قبل هذه الواو نحو : آمنوا وعملوا - لم يجز إدغامها لأن الواو المضموم ما قبلها يطول مدّها ، فيجري مجرى الحاجز بين الحرفين . 62 - * ( والصَّابِئِينَ ) * : يقرأ بالهمز على الأصل ، وهو من صبأ يصبأ إذا مال ، ويقرأ بغير همز ، وذلك على قلب الهمزة ألفا في صبا ، وعلى قلبها ياء في صابي ، ولما قلبها ياء حذفها من أجل ياء الجمع . والألف في « هادُوا » منقلبة عن واو ، لأنه من هاد يهود ، إذا تاب ، ومنه قوله تعالى : « إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ » . ويقال هو من الهوادة ، وهو الخضوع ، ويقال أصلها ياء ، من هاد يهيد إذا تحرّك . * ( مَنْ آمَنَ ) * : من هنا شرطية في موضع مبتدأ ، والخبر آمن ، والجواب : * ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ) * ، والجملة خبر إن الذين ، والعائد محذوف تقديره : من آمن منهم . ويجوز أن يكون « من » بمعنى الذي غير جازمة ، ويكون بدلا من اسم إنّ ، والعائد محذوف أيضا . وخبر إن « فلهم أجرهم » . وقد حمل على لفظ من آمن وعمل ، فوحّد الضمير وحمل على معناها « فلهم أجرهم » فجمع . و * ( أَجْرُهُمْ ) * مبتدأ ، ولهم خبره . وعند الأخفش أنّ أجرهم مرفوع بالجار . و * ( عِنْدَ ) * : ظرف ، والعامل فيه معنى الاستقرار . ويجوز أن يكون عند في موضع الحال من الأجر تقديره : فلهم أجرهم ثابتا عند ربّهم . والأجر في الأصل مصدر يقال : أجره اللَّه يأجره أجرا ، ويكون بمعنى المفعول به لأن الأجر هو الشيء الذي يجازى به المطيع ، فهو مأجور به . 63 - * ( فَوْقَكُمُ ) * : ظرف لرفعنا . ويضعف أن يكون حالا من الطور لأن التقدير يصير : رفعنا الطَّور عاليا ، وقد استفيد هذا من رفعنا ولأن الجبل لم يكن فوقهم وقت الرفع وإنما صار فوقهم بالرّفع . * ( خُذُوا ما آتَيْناكُمْ ) * : التقدير : وقلنا : خذوا . ويجوز أن يكون القول المحذوف حالا والتقدير : رفعنا فوقكم الطَّور قائلين خذوا . * ( بِقُوَّةٍ ) * : في موضع نصب على الحال المقدّرة ، والتقدير : خذوا الذي آتيناكموه عازمين على الجدّ في العمل به وصاحب الحال الواو في خذوا . ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف ، والتقدير : خذوا ما آتيناكموه ، وفيه الشدة والتشدّد في الوصية بالعمل به . 64 - * ( فَلَوْ لا ) * : هي مركبة من لو ولا و « لو » قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ، ولا للنفي ، والامتناع نفي في المعنى ، فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي « لو » ، والامتناع نفي في المعنى ، والنفي إذا دخل على النفي صار إيجابا ، فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره . و * ( فَضْلُ اللَّه ) * : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : لو لا فضل اللَّه حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به ، وطول الكلام بجواب لولا فإن وقعت : « أنّ » بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى : « فَلَوْ لا أَنَّه كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ » ، فالخبر في اللفظ لأنّ . وذهب الكوفيّون إلى أنّ الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا . 65 - * ( عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا ) * : علمتم هاهنا بمعنى عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد . و * ( مِنْكُمْ ) * : في موضع نصب حالا من الذين اعتدوا أي المعتدين كائنين منكم . و * ( فِي السَّبْتِ ) * متعلق باعتدوا وأصل السّبت مصدر ، يقال : سبت يسبت سبتا إذا قطع ، ثم سمّي اليوم سبتا . وقد يقال يوم السبت ، فيخرج مصدرا على أصله . وقد قالوا : اليوم السبت ، فجعلوا اليوم خبرا عن السبت ، كما يقال : اليوم القتال ، فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف ، تقديره في يوم السبت . * ( خاسِئِينَ ) * : الفعل منه خسأ إذا ذلّ فهو لازم مطاوع خسأته ، فاللازم منه والمتعدي بلفظ واحد ، مثل : زاد الشيء وزدته ، وغاض الماء وغضته . وهو صفة لقردة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من فاعل كان ، والعامل فيها كان . 66 - * ( فَجَعَلْناها ) * : الضمير للعقوبة ، أو المسخة ، أو الأمة . ونكالا مفعول ثان . 67 - * ( يَأْمُرُكُمْ ) * : الجمهور على ضم الراء ، وقرئ بإسكانها ، لأن الكاف متحركة وقبل الراء حركة فسكّنوا الأوسط تشبيها له بعضد ، وأجروا المنفصل مجرى المتصل . ومنهم من يختلس ولا يسكّن ، والجيد همزه . وقرئ بالألف على إبدال الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ومثله : الراس والبأس . * ( أَنْ تَذْبَحُوا ) * : في موضع نصب على تقدير إسقاط حرف الجر وتقديره : بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جرّ بالباء .
28
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 28