نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 269
13 - * ( يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّه ) * : هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة ، وسبب ذلك أنّ اللام تعلَّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ، ويدعو ليس منها . وهم في ذلك على طريقتين : أحدهما - أن يكون « يدعو » غير عامل فيما بعده لا لفظا ولا تقديرا ، وفيه على هذا ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون تكريرا ل « يدعو » الأولى ، فلا يكون له معمول . والثاني : أن يكون ذلك بمعنى الذي في موضع نصب بيدعو أي يدعو الذي هو الضلال ، ولكنه قدّم المفعول ، وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذي . والثالث : أن يكون التقدير : ذلك هو الضلال البعيد يدعوه فذلك مبتدأ ، وهو مبتدأ ثان ، أو بدل ، أو عماد ، والضلال خبر المبتدأ ، ويدعو حال والتقدير : مدعوّا . وفيه ضعف . هذه الأوجه الكلام بعده مستأنف ، و « من » مبتدأ ، والخبر * ( لَبِئْسَ الْمَوْلى ) * . والطريق والثاني - أن « يدعو » متّصل بما بعده ، وفيه على هذا ثلاثة أوجه : أحدها - أن يدعو يشبه أفعال القلوب لأن معناه : يسمى من ضرّه أقرب من نفعه إلها ، ولا يصدر ذلك إلا عن اعتقاد ، فكأنه قال يظنّ ، والأحسن أنّ تقديره يزعم لأنّ يزعم قول مع اعتقاد . والثاني - أن يكون يدعو بمعنى يقول ، ومن مبتدأ وضرّه مبتدأ ثان ، وأقرب خبره والجملة صلة « من » ، وخبر من محذوف تقديره : إله أو إلهي ، وموضع الجملة نصب بالقول ، و « لبئس » مستأنف لأنه لا يصحّ دخوله في الحكاية لأنّ الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى . والوجه الثالث - قول الفرّاء : وهو أنّ التقدير : يدعو من لضرّه ثم قدم اللام على موضعها ، وهذا بعيد لأن « ما » في صلة الذي لا يتقدّم عليها . 15 - * ( مَنْ كانَ ) * : هو شرط ، والجواب فليمدد . و * ( هَلْ يُذْهِبَنَّ ) * : في موضع نصب ب « ينظر » . والجمهور على كسر اللام في « ليقطع » . وقرئ بإسكانها على تشبيه « ثمّ » بالواو والفاء لكون الجميع عواطف . 16 - * ( وأَنَّ اللَّه يَهْدِي ) * أي وأنزلنا انّ الله يهدي ، أو التقدير : ذكر أنّ الله . ويجوز أن يكون التقدير : ولأنّ الله يهدي بالآيات من يشاء أنزلناها . 17 - * ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) * : خبر « إن » : إن الثانية واسمها وخبرها ، وهو قوله : « إِنَّ اللَّه يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ » . وقيل : « إن » الثانية تكرير للأولى . وقيل : الخبر محذوف ، تقديره : مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك ، والمذكور تفسير له . 18 - * ( والدَّوَابُّ ) * : يقرأ بتخفيف الباء وهو بعيد ، لأنه من الدبيب ، ووجهها أنه حذف الباء الأولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين . * ( وكَثِيرٌ ) * : مبتدأ . و * ( مِنَ النَّاسِ ) * : صفة له ، والخبر محذوف تقديره : مطيعون ، أو مثابون ، أو نحو ذلك . ويدلّ على ذلك قوله : * ( وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْه الْعَذابُ ) * والتقدير : وكثير منهم . ولا يكون معطوفا على قوله : « مَنْ فِي السَّماواتِ » لأنّ الناس داخلون فيه . وقيل : هو معطوف عليه ، وكرّر للتفصيل . * ( مِنْ مُكْرِمٍ ) * : بكسر الراء . ويقرأ بفتح الراء ، وهو مصدر بمعنى الإكرام . 19 - * ( خَصْمانِ ) * : هو في الأصل مصدر ، وقد وصف به ، وأكثر الاستعمال توحيده : فمن ثنّاه وجمعه حمله على الصفات والأسماء . و * ( اخْتَصَمُوا ) * : إنما جمع حملا على المعنى لأنّ كلّ خصم فريق فيه أشخاص . * ( يُصَبُّ ) * : جملة مستأنفة . ويجوز أن تكون خبرا ثانيا ، وأن تكون حالا من الضمير في لهم . 20 - * ( يُصْهَرُ ) * - بالتخفيف . وقرئ بالتشديد للتكثير ، والجملة حال من الحميم .
269
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 269