نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 21
ولو قيل : إن الجنة هي الشجر ، فلا يكون في الكلام حذف ، لكان وجها . * ( كُلَّما رُزِقُوا مِنْها . . . ) * إلى قوله : * ( مِنْ قَبْلُ ) * في موضع نصب على الحال من الذين آمنوا ، تقديره : مرزوقين على الدوام . ويجوز أن يكون حالا من الجنات لأنها قد وصفت ، وفي الجملة ضمير يعود إليها ، وهو قوله : منها . * ( رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ ) * : أي رزقناه ، فحذف العائد . وبنيت قبل لقطعها عن الإضافة لأن التقدير من قبل هذا . * ( وأُتُوا بِه ) * : يجوز أن يكون حالا ، و « قد » معه مرادة تقديره : قالوا ذلك وقد أوتوا به . ويجوز أن يكون مستأنفا . و * ( مُتَشابِهاً ) * : حال من الهاء في به . * ( ولَهُمْ فِيها أَزْواجٌ ) * : أزواج مبتدأ ، ولهم الخبر ، وفيها ظرف للاستقرار ولا يكون « فيها » الخبر لأن الفائدة تقلّ إذ الفائدة في جعل الأزواج لهم ، و « فِيها » الثانية تتعلق ب « خالِدُونَ » . وهاتان الجملتان مستأنفتان . ويجوز أن تكون الثانية حالا من الهاء والميم في لهم ، والعامل فيها معنى الاستقرار . 26 - * ( لا يَسْتَحْيِي ) * وزنه يستفعل ، ولم يستعمل منه فعل بغير السين ، وليس معناه الاستدعاء ، وعينه ولامه ياءان ، وأصله الحياء ، وهمزة الحياء بدل من الياء . وقرئ في الشاذ يستحي ، بياء واحدة ، والمحذوفة هي اللام كما تحذف في الجزم ، ووزنه على هذا يستفع ، إلا أنّ الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت . وقيل : المحذوف هو العين ، وهو بعيد . * ( أَنْ يَضْرِبَ ) * أي من أن يضرب فموضعه نصب عند سيبويه ، وجرّ عند الخليل . * ( ما ) * : حرف زائد للتوكيد . و « بَعُوضَةً » : بدل من مثلا . وقيل : ما نكرة موصوفة ، وبعوضة بدل من « ما » . ويقرأ شاذّا بعوضة - بالرفع - على أن تجعل ما بمعنى الذي ، ويحذف المبتدأ أي الذي هو بعوضة . ويجوز أن يكون « ما » حرفا ويضمر المبتدأ ، تقديره : مثلا هو بعوضة . * ( فَما فَوْقَها ) * : الفاء للعطف ، وما نكرة موصوفة ، أو بمنزلة الذي والعامل في فوق على الوجهين الاستقرار ، والمعطوف عليه بعوضة . * ( فَأَمَّا ) * : حرف ناب عن حرف الشرط وفعل الشرط ، ويذكر لتفصيل ما أجمل ، ويقع الاسم بعده مبتدأ ، وتلزم الفاء خبره ، والأصل مهما يكن من شيء فالذين آمنوا يعلمون لكن لما نابت « أمّا » عن حرف الشرط كرهوا أن يولوها الفاء ، فأخّروها إلى الخبر ، وصار ذكر المبتدإ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط . * ( مِنْ رَبِّهِمْ ) * : في موضع نصب على الحال . والتقدير : أنه ثابت أو مستقرّ من ربهم ، والعامل معنى الحقّ وصاحب الحال الضمير المستتر فيه . * ( ما ذا ) * : فيه قولان : أحد هما - أن « ما » اسم للاستفهام ، موضعها رفع بالابتداء ، وذا بمعنى الذي و « أَرادَ » : صلة له ، والعائد محذوف ، والذي وصلته خبر المبتدأ . والثاني - أن « ما ، وذا » اسم واحد للاستفهام ، وموضعه نصب بأراد ، ولا ضمير في الفعل . والتقدير : أي شيء أراد اللَّه . * ( مَثَلًا ) * : تمييز أي من مثل ويجوز أن يكون حالا من هذا أي متمثّلا ، أو متمثّلا به فيكون حالا من اسم اللَّه . * ( يُضِلُّ ) * : يجوز أن يكون في موضع نصب صفة للمثل ويجوز أن يكون حالا من اسم اللَّه ويجوز أن يكون مستأنفا . * ( إِلَّا الْفاسِقِينَ ) * : مفعول يضلّ ، وليس بمنصوب على الاستثناء لأنّ يضلّ لم يستوف مفعوله قبل إلا . 27 - * ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ ) * : في موضع نصب صفة للفاسقين . ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ، وأن يكون رفعا على الخبر أي هم الذين . ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر قوله : « أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ » . * ( مِنْ بَعْدِ ) * : من لابتداء غاية الزمان على رأي من أجاز ذلك ، وزائدة على رأي من لم يجزه ، وهو مشكل على أصله لأنّه لا يجيز زيادة « من » في الواجب . * ( مِيثاقِه ) * : مصدر بمعنى الإيثاق ، والهاء تعود على اسم اللَّه ، أو على العهد فإن أعدتها إلى اسم اللَّه كان المصدر مضافا إلى الفاعل ، وإن أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول . * ( ما أَمَرَ ) * : ما بمعنى الذي ويجوز أن يكون نكرة موصوفة ، و « أَنْ يُوصَلَ » في موضع جرّ بدلا من الهاء أي بوصله . ويجوز أن يكون بدلا من ما بدل الاشتمال تقديره : ويقطعون وصل ما أمر اللَّه به . ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هو أن يوصل . * ( أُولئِكَ ) * : مبتدأ ، و « هُمُ » : مبتدأثان ، أو فصل ، و « الْخاسِرُونَ » الخبر . 28 - * ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّه ) * : كيف في موضع نصب على الحال ، والعامل فيه تكفرون وصاحب الحال الضمير في « تكفرون » والتقدير : أمعاندين تكفرون ؟ ونحو ذلك . و * ( تَكْفُرُونَ ) * يتعدّى بحرف الجر ، وقد عدّي بنفسه في قوله : « أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ » وذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا .
21
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 21