نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 20
والسادسة - بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء ، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين . * ( كُلَّما ) * : هي هنا ظرف ، وكذلك كلّ موضع كان لها جواب . و « ما » مصدرية والزمان محذوف أي كل وقت إضاءة . وقيل « ما » هنا نكرة موصوفة ، ومعناها الوقت ، والعائد محذوف أي كل وقت أضاء لهم فيه . والعامل في كلّ جوابها . و * ( فِيه ) * أي في ضوئه . والمعنى بضوئه . ويجوز أن يكون ظرفا على أصلها . والمعنى : إنهم يحيط بهم الضوء . * ( شاءَ ) * : ألفها منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره : شئت شيئا وقالوا : شيّأته أي حملته على أن يشاء . * ( لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ ) * : أي أعدم المعنى الذي يسمعون به . و * ( عَلى كُلِّ ) * متعلق ب « قَدِيرٌ » في موضع نصب . 21 - * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ) * : أي : اسم مبهم لوقوعه على كل شيء أتي به في النداء توصّلا إلى نداء ما فيه الألف واللام إذ كانت « يا » لا تباشر الألف واللام وبنيت لأنها اسم مفرد مقصود . وها مقحمة للتنبيه لأن الأصل أن تباشر « يا » الناس ، فلما حيل بينهما بأي عوض من ذلك « ها » . والناس : وصف لأي لا بدّ منه لأنه المنادى في المعنى ، ومن هاهنا رفع ورفعه على أن يجعل بدلا من ضمة البناء . وأجاز المازني نصبه كما يجيز : يا زيد الظريف وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره ، والصفة لا يلزم ذكرها . * ( مِنْ قَبْلِكُمْ ) * : من هنا لابتداء الغاية في الزمان . والتقدير : والذي خلقهم من قبل خلقكم فحذف الخلق ، وأقام الضمير مقامه . * ( لَعَلَّكُمْ ) * : متعلق في المعنى باعبدوا أي اعبدوه ليصحّ منكم رجاء التقوى والأصل توتقيون ، فأبدل من الواو تاء ، وأدغمت في التاء الأخرى ، وسكنت الياء ثم حذفت ، وقد تقدمت نظائره ، فوزنه الآن تفتعون . 22 - * ( الَّذِي جَعَلَ ) * : هو في موضع نصب بتتقون ، أو بدل من ربّكم ، أو صفة مكررة ، أو بإضمار أعنى . ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو الذي . وجعل هنا متعدّ إلى مفعول واحد ، وهو الأرض . وفراشا حال ، ومثله : « والسَّماءَ بِناءً » . ويجوز أن يكون جعل بمعنى صيّر ، فيتعدى إلى مفعولين وهما الأرض . وفراشا . ومثله : والسماء بناها . و * ( لَكُمُ ) * متعلق بجعل أي لأجلكم . * ( مِنَ السَّماءِ ) * : متعلق بأنزل ، وهي لابتداء غاية المكان . ويجوز أن يكون حالا . والتقدير : ماء كائنا من السماء فلما قدّم الجارّ صار حالا وتعلَّق بمحذوف . والأصل في ماء موه لقولهم : ماهت الركيّة تموه ، وفي الجمع أمواه ، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ، ثم أبدلوا من الهاء همزة ، وليس بقياس . * ( مِنَ الثَّمَراتِ ) * : متعلق بأخرج ، فيكون « من » لابتداء الغاية . ويجوز أن يكون في موضع الحال ، تقديره : رزقا كائنا من الثمرات . و * ( لَكُمُ ) * : أي من أجلكم . والرّزق هنا بمعنى المرزوق ، وليس بمصدر . * ( فَلا تَجْعَلُوا ) * : أي لا تصيّروا ، أو لا تسمّوا ، فيكون متعديّا إلى مفعولين . والأنداد : جمع ندّ ونديد . * ( وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * : مبتدأ وخبر في موضع الحال . ومفعول تعلمون محذوف أي تعلمون بطلان ذلك . والاسم من أنتم « أن » ، والتاء للخطاب ، والميم للجمع ، وهما حرفا معنى . 23 - * ( وإِنْ كُنْتُمْ ) * : جواب الشرط « فَأْتُوا بِسُورَةٍ » . و « إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » شرط أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط الأول أي إن كنتم صادقين فافعلوا ذلك . ولا تدخل إن الشرطية على فعل ماض في المعنى ، إلا على كان لكثرة استعمالها ، وأنها لا تدل على حدث . * ( مِمَّا نَزَّلْنا ) * : في موضع جر صفة لريب أي ريب كائن مما نزلنا . والعائد على « ما » محذوف أي نزلناه ، و « ما » بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة . ويجوز أن يتعلق « من » بريب أي إن ارتبتم من أجل ما نزّلنا . * ( فَأْتُوا ) * : أصله : ائتيوا ، وماضيه أتى ، ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة ، فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة ، فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين ، وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها ، فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها . ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الآية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله : « الذي إيتمن » ، فتصيرها ياء في اللفظ وواوا إذا انضمّ ما قبلها كقوله : « يا صالِحُ ائْتِنا » . ومنهم من يقول : ذن لي . * ( مِنْ مِثْلِه ) * : الهاء تعود على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيكون من للابتداء ويجوز أن تعود على القرآن ، فتكون من زائدة ، ويجوز أن تعود على الأنداد بلفظ المفرد ، كقوله تعالى : « وإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِه » . * ( وادْعُوا ) * : لام الكلمة محذوف لأنه حذف في الواحد دليلا على السكون الذي هو جزم في المعرب ، وهذه الواو ضمير الجماعة . * ( مِنْ دُونِ اللَّه ) * : في موضع الحال من الشهداء ، والعامل فيه محذوف ، تقديره شهداءكم منفردين عن اللَّه ، أو عن أنصار اللَّه . 24 - * ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ) * : الجزم بلم لا بإن لأن « لم » عامل شديد الاتصال بمعموله ، ولم يقع إلا مع الفعل المستقبل في اللفظ ، وإن قد دخلت على الماضي في اللفظ ، وقد وليها الاسم ، كقوله تعالى : « وإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ » . * ( وَقُودُهَا النَّاسُ ) * : الجمهور على فتح الواو وهو الحطب ، وقرئ بالضم ، وهو لغة في الحطب والجيّد أن يكون مصدرا بمعنى التوقد ، ويكون في الكلام حذف مضاف تقديره : توقّدها احتراق الناس ، أو تلهّب الناس ، أو ذو وقودها الناس . * ( أُعِدَّتْ ) * : جملة في موضع الحال من النار والعامل فيها فاتّقوا . ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في وقودها لثلاثة أشياء : أحدها - أنّها مضاف إليها . والثاني - أنّ الحطب لا يعمل في الحال . والثالث - أنك تفصل بين المصدر أو ما عمل عمله ، وبين ما يعمل فيه بالخبر ، وهو النّاس . 25 - * ( أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ) * : فتحت أنّ هاهنا لأن التقدير بأنّ لهم ، وموضع أنّ وما عملت فيه نصب ببشّر لأن حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه . هذا مذهب سيبويه . وأجاز الخليل أن يكون في موضع جرّ بالباء المحذوفة لأنه موضع تزاد فيه فكأنها ملفوظ بها ولا يجوز ذلك مع غير أن ، ولو قلت بشره بأنه مخلَّد في الجنة جاز حذف الباء لطول الكلام ، ولو قلت بشره الخلود لم يجز وهذا أصل يتكرر في القرآن كثيرا ، فتأمله واطلبه هاهنا . * ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ) * : الجملة في موضع نصب صفة للجنّات ، والأنهار مرفوعة بتجري لا بالابتداء ، ومن تحتها الخبر ، ولا بتحتها لأنّ تجري لا ضمير فيه إذ كانت الجنات لا تجري ، وإنما تجري أنهارها . والتقدير : من تحت شجرها ، لا من تحت أرضها ، فحذف المضاف .
20
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 20