نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 201
وبادي هنا ظرف ، وجاء على فاعل ، كما جاء على فعيل ، نحو قريب وبعيد ، وهو مصدر مثل العافية والعاقبة ، وفي العامل فيه أربعة أوجه : أحدها - نراك أي فيما يظهر لنا من الرأي ، أو في أول رأينا . فإن قيل : ما قبل « إلا » إذا تمّ لا يعمل فيما بعدها ، كقولك : ما أعطيت أحدا إلا زيدا دينارا لأنّ إلَّا تعدّي الفعل ولا تعدّيه إلا إلى واحد ، كالواو في باب المفعول معه . قيل : جاز لك هنا لأنّ بادي ظرف ، أو كالظرف ، مثل جهد رأيي أنك ذاهب أي في جهد رأيي ، والظروف يتسع فيها . والوجه الثاني - أنّ العامل فيه « اتَّبَعَكَ » أي اتّبعوك في أول الرأي ، أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا . والوجه الثالث - أنه من تمام « أَراذِلُنا » أي الأراذل في رأينا . والرابع - أنّ العامل فيه محذوف أي يقول ذاك في بادئ الرأي به . والرأي : مهموز وغير مهموز . 28 - * ( رَحْمَةً مِنْ عِنْدِه ) * : يجوز أن تكون « من » متعلقة بالفعل ، وأن تكون من نعت الرحمة . * ( فَعُمِّيَتْ ) * : أي خفيت عليكم ، لأنكم لم تنظروا فيها حقّ النظر . وقيل : المعنى عميتم عنها ، كقولهم : أدخلت الخاتم في إصبعي . ويقرأ بالتشديد والضم أي أبهمت عليكم عقوبة لكم . و * ( أَنُلْزِمُكُمُوها ) * : الماضي منه ألزمت ، وهو متعدّ إلى مفعولين ، ودخلت الواو هنا تتمّة للميم ، وهو الأصل في ميم الجمع . وقرئ بإسكان الميم الأولى ، فرارا من توالى الحركات . 31 - * ( تَزْدَرِي ) * : الدال بدل من التاء ، وأصلها تزتري ، وهو تفتعل من زريت ، وأبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاي . 32 - * ( قَدْ جادَلْتَنا ) * : الجمهور على إثبات الألف ، وكذلك « جِدالَنا » . وقرئ « جدلتنا فأكثرت جدلنا » بغير ألف فيهما ، وهو بمعنى غلبتنا بالجدل . 34 - * ( إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّه ) * : حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشّرط الأول كقولك : إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك ، فقولك : إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني وإذا كان كذلك صار الشرط الأول في الذّكر مؤخّرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلَّمه لم يجب الإكرام . ولكن إن كلَّمه ثم أتاه وجب إكرامه . وعلة ذلك أنّ الجواب صار معوقا بالشرط الثاني ، وقد جاء في القرآن منه قوله تعالى : « إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ . . . » . 35 - * ( فَعَلَيَّ إِجْرامِي ) * : يقرأ بكسر الهمزة ، وهو مصدر أجرم ، وفيه لغة أخرى « جرم » . وبفتح الهمزة ، وهو جمع جرم . 36 - * ( أَنَّه لَنْ يُؤْمِنَ ) * : يقرأ بفتح الهمزة ، وإنه في موضع رفع بأوحي . ويقرأ بكسرها ، والتقدير : قيل إنه ، وهو المرفوع بأوحي . * ( إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) * : استثناء من غير الجنس في المعنى ، وهو فاعل « لن يؤمن » . 37 - * ( بِأَعْيُنِنا ) * : في موضع الحال من ضمير الفاعل في « اصنع » ، أي محفوظا . 40 - * ( مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) * : يقرأ « كلّ » بالإضافة ، وفيه وجهان : أحدهما - أنّ مفعول « حمل » اثنين ، تقديره : احمل فيها اثنين من كلّ زوج ، فمن - على هذا - حال ، لأنها صفة للنكرة قدّمت عليها . والثاني - أن « من » زائدة ، والمفعول « كل » ، واثنين توكيد ، وهذا على قول الأخفش . ويقرأ : « من كلّ » - بالتنوين فعلى هذا مفعول احمل زوجين ، واثنين توكيد له ، و « من » على هذا يجوز أن تتعلَّق باحمل ، وأن يكون حالا والتقدير : من كل شيء أو صنف . * ( وأَهْلَكَ ) * : معطوف على المفعول . و * ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ ) * : استثناء متصل . * ( ومَنْ آمَنَ ) * : مفعول احمل أيضا . 41 - * ( بِسْمِ اللَّه مَجْراها ) * : مجراها مبتدأ ، وبسم الله خبره ، والجملة حال مقدّرة ، وصاحبها الواو في « ارْكَبُوا » . ويجوز أن ترفع مجراها ببسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا . ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره : اركبوا فيها وجريانها بسم الله وهي مقدرة أيضا . وقيل : مجراها ومرساها ظرفا مكان ، وبسم الله حال من الواو أي مسمّين موضع جريانها . ويجوز أن يكون زمانا أي وقت جريانها . ويقرأ بضمّ الميم فيهما ، وهو مصدر أجريت مجرى وبفتحهما ، وهو مصدر جريت ورسيت . ويقرأ بضمّ الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما ، وهو صفة لاسم الله عزّ وجلّ . 42 - * ( وهِيَ تَجْرِي بِهِمْ ) * : يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله ، أي جريانها بسم الله ، وهي تجرى بهم .
201
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 201