نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 16
ويجوز أن يكون هم فصلا لا موضع له من الإعراب ، والمفلحون خبر أولئك . والأصل في مفلح مؤفلح ، ثم عمل فيه ما ذكرناه في يؤمنون . 6 - * ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ ) * رفع بالابتداء ، وأ أنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل ، وسدّت هذه الجملة مسدّ الخبر والتقدير : يستوي عندهم الإنذار وتركه وهو كلام محمول على المعنى . ويجوز أن تكون هذه الجملة في موضع مبتدأ ، وسواء خبر مقدم ، والجملة على القولين خبر « إنّ » . ولا يؤمنون : لا موضع له على هذا . ويجوز أن يكون سواء خبر إنّ وما بعده معمول له . ويجوز أن يكون لا يؤمنون خبر إنّ ، وسواء عليهم وما بعده معترض بينهما . ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر . وسواء : مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو ، ومستو يعمل عمل يستوى ومن أجل أنه مصدر لا يثنّى ولا يجمع . والهمزة في سواء مبدلة من ياء لأن باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوّة ، فحمل على الأكثر . * ( أَأَنْذَرْتَهُمْ ) * - قرأ ابن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر ، وهمزة الاستفهام مرادة ، ولكن حذفوها تخفيفا وفي الكلام ما يدلّ عليها وهو قوله : * ( أَمْ لَمْ ) * لأنّ « أم » تعادل الهمزة . وقرأ الأكثرون على لفظ الاستفهام ، ثم اختلفوا في كيفية النطق به فحقّق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الأصل إلا أنّ الجمع بين الهمزتين مستثقل لأنّ الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة ، فالنطق بها يشبه التهوّع ، فإذا اجتمعت همزتان كان أثقل على المتكلم ، فمن هنا لا يحققهما أكثر العرب . ومنهم من يحقّق الأولى ويجعل الثانية بين بين أي بين الهمزة والألف ، وهذه في الحقيقة همزة ملينة وليست ألفا . ومنهم من يجعل الثانية ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن . ومنهم من يليّن الثانية ويفصل بينها وبين الأولى بالألف . ومنهم من يحقّق الهمزتين ويفصل بينهما بألف . ومن العرب من يبدل الأولى هاء ويحقق الثانية ومنهم من يلين الثانية مع ذلك ، ولا يجوز أن يحقّق الأولى ، ويجعل الثانية ألفا صحيحا ، ويفصل بينهما بألف لأن ذلك جمع بين ألفين . ودخلت همزة الاستفهام هنا للتسوية ، وذلك شبيه بالاستفهام لأن المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم ، فكذلك يفعل من يريد التسوية ويقع ذلك بعد سواء كهذه الآية ، وبعد ليت شعري كقولك : ليت شعري أقام أم قعد ، وبعد : لا أبالي ، ولا أدري . وأم هذه هي المعادلة لهمزة الاستفهام ، ولم تردّ المستقبل إلى معنى المضيّ حتى يحسن معه أمس ، فإن دخلت عليها إن الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الاستقبال . 7 - * ( وعَلى سَمْعِهِمْ ) * : السمع في الأصل مصدر سمع ، وفي تقديره هنا وجهان : أحدهما - أنه استعمل مصدرا على أصله ، وفي الكلام حذف تقديره : على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه . والثاني - أنّ السمع هنا استعمل بمعنى السامعة ، وهي الأذن ، كما قالوا : الغيب بمعنى الغائب ، والنّجم بمعنى الناجم ، واكتفى بالواحد هنا عن الجمع ، كما قال الشاعر : < شعر > بها جيف الحسرى فأمّا عظامها فبيض وأمّا جلدها فصليب < / شعر > يريد جلودها . * ( وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ) * : يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ ، وعلى أبصارهم خبره ، وفي الجار على هذا ضمير . وعلى قول الأخفش غشاوة مرفوع بالجار ، كارتفاع الفاعل بالفعل ، ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية ، والوقف على هذه القراءة على « وعَلى سَمْعِهِمْ » . ويقرأ بالنصب بفعل مضمر ، تقديره : وجعل على أبصارهم غشاوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه يتعدّى بنفسه . ويجوز كسر الغين وفتحها ، وفيها ثلاث لغات أخر ، غشوة - بغير ألف ، بفتح الغين وضمها وكسرها . * ( ولَهُمْ عَذابٌ ) * : مبتدأ وخبر ، أو فاعل عمل فيه الجار على ما ذكرنا قبل . وفي * ( عَظِيمٌ ) * ضمير يرجع على العذاب ، لأنه صفته . 8 - * ( ومِنَ النَّاسِ ) * : الواو دخلت هنا للعطف على قوله : « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ » وذلك أنّ هذه الآيات استوعبت أقسام الناس فالآيات الأول تضمّنت ذكر المخلصين في الإيمان ، وقوله : * ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * تضمّن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه ، وهذه الآية تضمّنت ذكر من أظهر الإيمان وأبطن الكفر فمن هنا دخلت الواو لتبيّن أنّ المذكورين من تتمّة الكلام الأول . ومن هنا للتبعيض ، وفتحت نونها ولم تكسر لئلا تتوالى الكسرتان . وأصل الناس عند سيبويه أناس ، حذفت همزته ، وهي فاء الكلمة ، وجعلت الألف واللام كالعوض منها ، فلا يكاد يستعمل الناس إلا بالألف واللام ، ولا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام فالألف في الناس على هذا زائدة ، واشتقاقه من الأنس . وقال غيره : ليس في الكلمة حذف ، والألف منقلبة عن واو ، وهي عين الكلمة ، واشتقاقه من ناس ينوس نوسا إذا تحرك ، وقالوا في تصغيره : نويس . * ( مَنْ يَقُولُ ) * : من : في موضع رفع بالابتداء ، وما قبله الخبر ، أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم .
16
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 16