نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 143
ولا يجوز أن يكون « شيئا » مفعولا به لأنّ فرّطنا لا تتعدّى بنفسها بل بحرف الجر ، وقد عدّيت ب « في » إلى الكتاب ، فلا تتعدّى بحرف آخر . ولا يصحّ أن يكون المعنى : ما تركنا في الكتاب من شيء لأنّ المعنى على خلافه فبان أنّ التأويل ما ذكرنا . 39 - * ( والَّذِينَ كَذَّبُوا ) * : مبتدأ ، و * ( صُمٌّ ) * ، * ( وبُكْمٌ ) * : الخبر ، مثل حلو حامض والواو لا تمنع ذلك . ويجوز أن يكون صمّ خبر مبتدأ محذوف تقديره : بعضهم صمّ ، وبعضهم بكم . * ( فِي الظُّلُماتِ ) * : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير المقدّر في الخبر والتقدير : ضالين في الظلمات . ويجوز أن يكون في الظلمات خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات . ويجوز أن يكون صفة لكم أي كائنون في الظلمات . ويجوز أن يكون ظرفا لصمّ ، أو بكم ، أو لما ينوب عنهما من الفعل . * ( مَنْ يَشَأِ اللَّه ) * : من في موضع مبتدأ والجواب الخبر . ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف لأنّ التقدير : من يشأ الله إضلاله أو عذابه ، والمنصوب بيشأ من سبب « من » ، فيكون التقدير : من يعذب ، أو من يضلل ، ومثله ما بعده . 40 - * ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ ) * : يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللام ، فتنفتح اللام وتحذف الهمزة ، وهو قياس مطَّرد في القرآن وغيره ، والغرض منه التخفيف . ويقرأ بالتحقيق ، وهو الأصل . وأما الهمزة التي بعد الراء فتحقّق على الأصل ، وتلين للتخفيف ، وتحذف . وطريق ذلك أن تقلب ياء ، وتسكّن ، ثم تحذف لالتقاء الساكنين قرّب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل . فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التي للخطاب كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث . وتختلف هذه المعاني على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك ومنه قوله تعالى : « أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ » . وفي التثنية : أرأيتكما . وفي الجمع المذكّر : أرأيتكم . وفي المؤنث : أرأيتكنّ والتاء في جميع ذلك مفتوحة . والكاف حرف للخطاب ، وليست اسما . والدليل على ذلك أنها لو كانت اسما لكانت إمّا مجرورة ، وهو باطل ، إذ لا جارّ هنا . أو مرفوعة وهو باطل أيضا لأمرين : أحدهما - أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع . والثاني - أنه لا رافع لها إذ ليست فاعلا ، لأنّ التاء فاعل ، ولا يكون لفعل واحد فاعلان . وإمّا أن تكون منصوبة ، وذلك باطل لثلاثة أوجه : أحدها - أن هذا الفعل يتعدّى إلى المفعولين كقولك : أرأيت زيدا ما فعل فلو جعلت الكاف مفعولا لكان ثالثا . والثاني - أنه لو كان مفعولا لكان هو الفاعل في المعنى وليس المعنى على ذلك إذ ليس الغرض أرايت نفسك بل أرأيت غيرك ولذلك قلت : أرأيتك زيدا ، وزيد غير المخاطب ولا هو بدل منه . والثالث - أنه لو كان منصوبا على أنه مفعول لظهرت علامة التثنية والجمع والتأنيث في التاء فكنت تقول : أرأيتما كما ، وأ رأيتموكم ، وأريتكن . وقد ذهب الفرّاء إلى أنّ الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع ، وفيما ذكرناه إبطال لمذهبه . فأما مفعول « أرأيتكم » في هذه الآية فقال قوم : هو محذوف دلّ الكلام عليه تقديره : أرأيتكم عبادتكم الأصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة ؟ ودلّ عليه قوله « أَغَيْرَ اللَّه تَدْعُونَ » . وقال آخرون : لا يحتاج هذا إلى مفعول لأنّ الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول . وأما جواب الشرط الذي هو قوله : « إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّه » فما دلّ عليه الاستفهام في قوله : « أَغَيْرَ اللَّه » تقديره : إن أتتكم الساعة دعوتم الله . و « غير » منصوب ب « تدعون » . 41 - * ( بَلْ إِيَّاه ) * : هو مفعول « تدعون » الذي بعده . * ( إِلَيْه ) * : يجوز أن يتعلَّق بتدعون ، وأن يتعلَّق بيكشف أي يرفعه إليه . و « ما » : بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، وليست مصدريّة إلا أن تجعلها مصدرا بمعنى المفعول . 42 - * ( بِالْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ ) * : فعلا فيهما مؤنّث لم يستعمل منه مذكر لم يقولوا بأس وبأساء ، وضر وضرّاء كما قالوا : أحمر ، وحمراء . 43 - * ( فَلَوْ لا إِذْ ) * : « إذ » : في موضع نصب ظرف ل « تَضَرَّعُوا » أي فلولا تضرّعوا إذ . * ( ولكِنْ ) * : استدراك على المعنى أي ما تضرّعوا ، ولكن . 44 - * ( بَغْتَةً ) * : مصدر في موضع الحال من الفاعل أي مباغتين أو من المفعولين ، أي مبغوتين . ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لأنّ أخذناهم بمعنى بغتناهم . * ( فَإِذا هُمْ ) * : « إذا » هنا للمفاجأة ، وهي ظرف مكان . وهم مبتدأ ، و * ( مُبْلِسُونَ ) * خبره ، وهو العامل في « إذا » . 46 - * ( إِنْ أَخَذَ اللَّه سَمْعَكُمْ ) * : قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع الأبصار والقلوب في أول البقرة .
143
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 143