نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 102
24 - * ( والْمُحْصَناتُ ) * : هو معطوف على « أُمَّهاتُكُمْ » ، و « مِنَ النِّساءِ » حال منه . والجمهور على فتح الصاد هنا لأنّ المراد بهنّ ذوات الأزواج ، وذات الزوج محصنة بالفتح لأنّ زوجها أحصنها أي أعفّها فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالفتح والكسر ، وكلاهما مشهور فالكسر على أنّ النساء أحصنّ فروجهنّ أو أزوجهن ، والفتح على أنهنّ أحصنّ بالأزواج أو بالإسلام . واشتقاق الكلمة من التحصين وهو المنع . * ( إِلَّا ما مَلَكَتْ ) * : استثناء متّصل في موضع نصب . والمعنى : حرّمت عليكم ذوات الأزواج إلا السبايا فإنهنّ حلال ، وإن كنّ ذوات أزواج . * ( كِتابَ اللَّه ) * : هو منصوب على المصدر بكتب محذوفة دلّ عليه قوله : « حرّمت » لأنّ التحريم كتب . وقيل : انتصابه بفعل محذوف تقديره : الزموا كتاب الله . و * ( عَلَيْكُمْ ) * : إغراء . وقال الكوفيون : هو إغراء ، والمفعول مقدّم ، وهذا عندنا غير جائز لأنّ عليكم وبابه عامل ضعيف فليس له في التقديم تصرّف . وقرئ : « كتب عليكم » أي كتب الله ذلك عليكم . وعليكم على القول الأوّل متعلَّق بالفعل الناصب للمصدر لا بالمصدر لأنّ المصدر هنا فضلة . وقيل : هو متعلَّق بنفس المصدر لأنّه ناب عن الفعل حيث لم يذكر معه فهو كقولك : مرورا بزيد ، أي امرر . * ( وأُحِلَّ لَكُمْ ) * : يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل ، وهو معطوف على الفعل الناصب لكتاب . وبالضمّ عطفا على حرمت . * ( ما وَراءَ ذلِكُمْ ) * : في ما وجهان : أحدهما - هي بمعنى من فعلى هذا يكون قوله : « أَنْ تَبْتَغُوا » في موضع جرّ ، أو نصب ، على تقدير : بأن تبتغوا ، أو لأن تبتغوا أي أبيح لكم غير ما ذكرنا من النساء بالمهور . والثاني - أنّ « ما » بمعنى الذي ، والذي كناية عن الفعل أي وأحلّ لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم . « أَنْ تَبْتَغُوا » : بدل منه . ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الأول . و * ( مُحْصِنِينَ ) * : حال من الفاعل في تبتغوا . * ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ ) * : في « ما » وجهان : أحدهما - هي بمعنى من ، والهاء في « بِه » تعود على لفظها . والثاني - هي بمعنى الذي ، والخبر « فَأْتُوهُنَّ » ، والعائد منه محذوف أي لأجله فعلى الوجه الأول يجوز أن تكون شرطا وجوابها فآتوهنّ والخبر فعل الشرط وجوابه ، أو جوابه فقط على ما ذكرناه في غير موضع . ويجوز على الوجه الأول أن تكون بمعنى الذي ، ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء . واستمتعتم : صلة لها ، والخبر فآتوهنّ . ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ولأنّ الهاء في « به » تعود على ما ، والمصدرية لا يعود عليها ضمير . * ( مِنْهُنَّ ) * : حال من الهاء في به . * ( فَرِيضَةً ) * : مصدر لفعل محذوف ، أو في موضع الحال على ما ذكرنا في آية الوصية . 25 - * ( ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ) * : شرط وجوابه : « فَمِنْ ما مَلَكَتْ » . و * ( مِنْكُمْ ) * : حال من الضمير في يستطع . * ( طَوْلًا ) * : مفعول يستطع . وقيل : هو مفعول له ، وفيه حذف مضاف أي لعدم الطَّول . وأما « أَنْ يَنْكِحَ » ففيه وجهان : أحدهما - هو بدل من طول وهو بدل الشيء من الشيء وهما لشيء واحد لأنّ الطَّول هو القدرة أو الفضل ، والنكاح قوّة وفضل . والثاني - ألَّا يكون بدلا بل هو معمول « طول » ، وفيه على هذا وجهان : أحدهما - هو منصوب بطول لأنّ التقدير : ومن لم يستطع أن ينال نكاح المحصنات وهو من قولك : طلته : أي نلته ، ومنه قول الفرزدق : < شعر > إنّ الفرزدق صخرة عاديّة طالت فليس ينالها الأوعالا < / شعر > أي طالت الأوعالا . والثاني : أن يكون على تقدير حذف حرف الجر أي إلى أن ينكح والتقدير : ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات . وقيل المحذوف اللام ، فعلى هذا يكون في موضع صفة طول . والطَّول : المهر أي مهرا كائنا لأن ينكح . وقيل : هو مع تقدير اللام مفعول الطول أي طولا لأجل نكاحهن . * ( فَمِنْ ما ) * : في « من » وجهان : أحدهما - هي زائدة والتقدير : فلينكح ما ملكت . والثاني - ليست زائدة ، والفعل المقدّر محذوف تقديره : فلينكح امرأة مما ملكت ، و « من » على هذا صفة للمحذوف . وقيل : مفعول الفعل المحذوف « فَتَياتِكُمُ » ومن الثانية زائدة . و * ( الْمُؤْمِناتِ ) * : على هذه الأوجه صفة الفتيات .
102
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 102