نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 101
وأما الإشكال الثاني ففيه جوابان : أحدهما - أنه وضع الظاهر موضع المضمر ، والأصل آتيتموهنّ . والثاني - أنّ المستبدل بها مبهمة ، فقال : إحداهنّ إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها ، وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله : « فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى » . * ( بُهْتاناً ) * : فعلان من البهت ، وهو مصدر في موضع الحال . ويجوز أن يكون مفعولا له . 21 - * ( وكَيْفَ تَأْخُذُونَه ؟ ) * : كيف في موضع نصب على الحال والتقدير : أتأخذونه جائرين ؟ وهذا يتبيّن لك بجواب كيف . ألا ترى أنك إذا قلت كيف أخذت مال زيد ؟ كان الجواب حالا ، تقديره : أخذته ظالما أو عادلا ونحو ذلك وأبدا يكون موضع كيف مثل موضع جوابها . * ( وقَدْ أَفْضى ) * : في موضع الحال أيضا . * ( وأَخَذْنَ ) * : أي وقد أخذن لأنّها حال معطوفة والفعل ماض فتقدّر معه « قد » ليصبح حالا ، وأغنى عن ذكرها تقدّم ذكرها . * ( مِنْكُمْ ) * : متعلق بأخذن . ويجوز أن يكون حالا من ميثاق . 22 - * ( ما نَكَحَ ) * : مثل قوله : « فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ » ، وكذلك : « إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ » وهو يتكرّر في القرآن . * ( مِنَ النِّساءِ ) * : في موضع الحال من « ما » ، أو من العائد عليها . * ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) * : في « ما » وجهان : أحدهما - هي بمعنى من ، وقد ذكر . والثاني - هي مصدريّة والاستثناء منقطع لأنّ النهي للمستقبل ، وما سلف ماض فلا يكون من جنسه ، وهو في موضع نصب . ومعنى المنقطع أنه لا يكون داخلا في الأول بل يكون في حكم المستأنف ، وتقدّر « إلا » فيه بلكن والتقدير هنا : ولا تتزوّجوا من تزوّجه آباؤكم ، ولا تطؤوا من وطئه آباؤكم ، لكن ما سلف من ذلك فمعفوّ عنه ، كما تقول : ما مررت برجل إلا بامرأة أي لكن مررت بامرأة ، والغرض منه بيان معنى زائد ألا ترى أنّ قولك : ما مررت برجل - صريح في نفي المرور برجل ما غير متعرّض بإثبات المرور بامرأة أو نفيه ، فإذا قلت : إلا بامرأة كان إثباتا لمعنى مسكوت عنه غير معلوم - بالكلام الأول - نفيه ولا إثباته . * ( إِنَّه ) * : الهاء ضمير النكاح . * ( ومَقْتاً ) * : تمام الكلام ، ثم يستأنف : * ( وساءَ سَبِيلًا ) * : أي وساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الآباء . و « سبيلا » : تمييز . ويجوز أن يكون قوله : « وساءَ سَبِيلًا » معطوفا على خبر كان ، ويكون التقدير : مقولا فيه ساء سبيلا . 23 - * ( أُمَّهاتُكُمْ ) * : الهاء زائدة ، وإنما جاء ذلك فيمن يعقل ، فأما ما لا يعقل فيقال : أمات البهائم ، وقد جاء في كل واحد منهما ما جاء في الآخر قليلا فيقال : أمات الرجال ، وأمهات البهائم . * ( وبَناتُكُمْ ) * : لام الكلمة محذوفة ، ووزنه فعاتكم والمحذوف واو أو ياء ، وقد ذكرناه . فأما بنت فالتاء فيها بدل من اللام المحذوفة ، وليست تاء التأنيث لأنّ تاء التأنيث لا يسكّن ما قبلها ، وتقلب هاء في الوقف ، فبنات ليس بجمع بنت ، بل بنة ، وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند الفرّاء . وقال غيره : أصلها الفتح ، وعلى ذلك جاء جمعها ، ومذكّرها وهو بنون ، وهو مذهب البصريين . وأمّا أخت فالتاء فيها بدل من الواو لأنّها من الأخوة ، فأما جمعها فأخوات . فإن قيل : لم ردّ المحذوف في أخوات ، ولم يردّ في بنات ؟ قيل : حمل كلّ واحد من الجمعين على مذكّره فمذكر بنات لم يردّ فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون ، وقالوا في جمع أخ إخوة وإخوان ، فردّ المحذوف . والعمّة : تأنيث العم ، والخالة تأنيث الخال ، وألفه منقلبة عن واو لقولك في الجمع : أخوال . * ( مِنَ الرَّضاعَةِ ) * : في موضع الحال من أخواتكم أي وحرّمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة . * ( اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ) * : نعت لنسائكم التي تليها ، وليست صفة لنسائكم التي في قوله : « وأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ » لوجهين : أحدهما - أنّ نساءكم الأولى مجرورة بالإضافة ، ونساءكم الثانية مجرورة بمن ، فالجرّان مختلفان ، وما هذا سبيله لا تجري عليه الصفة ، كما إذا اختلف العامل . والثاني - أنّ أمّ المرأة تحرم بنفس العقد عند الجمهور ، وبنتها لا تحرم إلا بالدخول فالمعنى مختلف . و * ( مِنْ نِسائِكُمُ ) * : في موضع الحال من ربائبكم ، وإن شئت من الضمير في الجار الذي هو صلة تقديره : اللاتي استقررن في حجوركم كائنات من نسائكم . * ( وأَنْ تَجْمَعُوا ) * : في موضع رفع عطفا على أمهاتكم . و * ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) * : استثناء منقطع في موضع نصب .
101
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 101