نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 100
16 - * ( والَّذانِ يَأْتِيانِها ) * : الكلام في اللذان كالكلام في اللاتي إلا أن من أجاز النصب يصحّ أن يقدّر فعلا من جنس المذكور ، تقديره : آذوا اللذين . ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من ضمير المفعول لأنّ الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط ، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها . ويقرأ اللذان - بتخفيف النون - على أصل التثنية . وبتشديدها على أنّ إحدى النونين عوض من اللام المحذوفة لأنّ الأصل اللَّذيان مثل العميان والشجيان فحذفت الياء لأنّ الاسم مبهم ، والمبهمات لا تثنّى التثنية الصناعية ، والحذف مؤذن بأنّ التثنية هنا مخالفة للقياس . وقيل : حذفت لطول الكلام بالصلة فأما هذان ، وهاتين ، وفذانك - فتذكّر في مواضعها . 17 - * ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ ) * : مبتدأ ، وفي الخبر وجهان : أحدهما - هو * ( عَلَى اللَّه ) * أي ثابتة على الله فعلى هذا يكون « لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ » حالا من الضمير في الظرف ، وهو قوله : « على الله » والعامل فيها الظَّرف ، أو الاستقرار أي كائنة للذين ولا يجوز أن يكون العامل في الحال التوبة ، لأنّه قد فصل بينهما بالجار . والوجه الثاني - أن يكون الخبر « للذين يعملون » وأما « على الله » فيكون حالا من شيء محذوف ، تقديره : إنما التوبة إذ كانت على الله ، أو إذا كانت على الله فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء لأنّ الظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدّم عليه . وكان التامة ، وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان . ولا يجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لأنّه عالم معنويّ ، والحال لا يتقدم على المعنوي ، ونظير هذه المسألة قولهم : هذا بسرا أطيب منه رطبا . 18 - * ( ولَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ ) * : في موضعه وجهان : أحدهما - هو جرّ عطفا على الذين يعملون السيئات أي ولا للذين يموتون . والوجه الثاني - أن يكون مبتدأ ، وخبره « أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ » . واللام لام الابتداء ، وليست لا النافية . 19 - * ( أَنْ تَرِثُوا ) * : في موضع رفع فاعل يحلّ و « النِّساءَ » فيه وجهان : أحدهما - هو المفعول الأول ، والنساء على هذا هن الموروثات ، وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها ، وتقول : نحن أحقّ بنكاحهنّ . والثاني - أنه المفعول الثاني والتقدير : أن ترثوا من النساء المال . و * ( كَرْهاً ) * : مصدر في موضع الحال من المفعول ، وفيه الضم والفتح ، وقد ذكر في آل عمران . * ( ولا تَعْضُلُوهُنَّ ) * : فيه وجهان : أحدهما - هو منصوب عطفا على « ترثوا » أي ولا أن تعضلوهنّ . والثاني - هو جزم بالنهي فهو مستأنف . * ( لِتَذْهَبُوا ) * : اللام متعلقة بتعضلوا ، وفي الكلام حذف ، تقديره : ولا تعضلوهنّ من النكاح ، أو من الطلاق ، على اختلافهم في المخاطب به : هل هم الأولياء ، أو الأزواج ؟ * ( ما آتَيْتُمُوهُنَّ ) * : العائد على « ما » محذوف تقديره : ما آتيتموهن إيّاه ، وهو المفعول الثاني . * ( إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ ) * : فيه وجهان : أحدهما - هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع . والثاني - هو في موضع الحال تقديره : إلا في حال إتيانهنّ الفاحشة . وقيل : هو استثناء متّصل تقديره : ولا تعضلوهن في حال إلا في حال إتيان الفاحشة . * ( مُبَيِّنَةٍ ) * : يقرأ بفتح الياء على ما لم يسمّ فاعله أي أظهرها صاحبها . وبكسر الياء والتشديد . وفيه وجهان : أحدهما - أنها هي الفاعلة أي تبيّن حال مرتكبها . والثاني - أنه من اللازم ، يقال : بان الشيء ، وأبان ، وتبيّن ، واستبان ، وبيّن بمعنى واحد . ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء ، وهو على الوجهين في المشدّدة المكسورة . * ( بِالْمَعْرُوفِ ) * : مفعول ، أو حال . * ( أَنْ تَكْرَهُوا ) * : فاعل عسى ، ولا خبر لها هاهنا لأنّ المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى قرب ، فاستغنت عن تقدير المفعول المسمّى خبرا . 20 - * ( وإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ ) * : ظرف للاستبدال . وفي قوله : * ( وآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً ) * إشكالان : أحدهما - أنه جمع الضمير ، والمتقدّم زوجان . والثاني - أنّ التي يريد أن يستبدل بها هي التي تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه ، فأما التي يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهى عن أخذه ، ويتأيّد ذلك بقوله : « وكَيْفَ تَأْخُذُونَه وقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ » . والجواب عن الأول أنّ المراد بالزوج الجمع لأنّ الخطاب لجماعة الرجال وكلّ منهم قد يريد الاستبدال . ويجوز أن يكون جمعا لأنّ التي يريد أن يستحدثها ، يفضي حالها إلى أن تكون زوجا ، وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعنى .
100
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 100