responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 14


الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضمّ بعد الألف فكذلك تضمّ بعد الياء المبدلة منها .
ومن كسر الهاء اعتبر اللفظ ، فأمّا كسر الهاء وإتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف ، أما جوازه فلخفاء الهاء بيّنت بالإشباع ، وأما ضعفه فلأنّ الهاء خفيّة ، والخفيّ قريب من الساكن ، والساكن غير حصين ، فكأن الياء وليت الياء .
وإذا لقى الميم ساكن بعدها جاز ضمّها ، نحو :
عليهم الذّلَّة لأنّ أصلها الضم ، وإنما أسكنت تخفيفا ، فإذا احتيج إلى حركتها كان الضمّ الذي هو حقّها في الأصل أولى ، ويجوز كسرها اتباعا لما قبلها .
وأما : فيه ، وبنيه ، ففيه الكسر من غير إشباع ، وبالإشباع ، وفيه الضمّ من غير إشباع ، وبالإشباع .
وأما إذا سكن ما قبل الهاء ، نحو : منه ، وعنه ، وتجدوه ، فمن ضمّ من غير إشباع فعلى الأصل ، ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها .
سورة البقرة 1 - * ( الم ) * : هذه الحروف المقطعة كلّ واحد منها اسم فألف : اسم يعبّر به عن مثل الحرف الَّذي في قال . ولام يعبّر بها عن الحرف الأخير من قال ، وكذلك ما أشبهها .
والدليل على أنها أسماء أنّ كلا منها يدلّ على معنىّ في نفسه .
وهي مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت أسماء لها فهي كالأصوات نحو : غاق - في حكاية صوت الغراب .
وفي موضع « الم » ثلاثة أوجه :
أحدها - الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله بعد الحذف لأنه مراد ، فهو كالملفوظ به ، كما قالوا : اللَّه لتفعلنّ ، في لغة من جرّ .
والثاني - موضعها نصب وفيه وجهان : أحدهما - هو على تقدير حذف القسم ، كما تقول : اللَّه لأفعلن ، والناصب فعل محذوف تقديره : التزمت اللَّه أي اليمين به .
والثاني - هي مفعول بها تقديره : اتل آلم .
والوجه الثالث - موضعها رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر .
2 - * ( ذلِكَ ) * : ذا اسم إشارة ، والألف من جملة الاسم .
وقال الكوفيون : الذال وحدها هي الاسم ، والألف زيدت لتكثير الكلمة ، واستدلوا على ذلك بقولهم : ذه أمة اللَّه وليس ذلك بشيء لأنّ هذا الاسم اسم ظاهر ، وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدلّ على ذلك قولهم في التصغير : ذيّا فردّوه إلى الثلاثي ، والهاء في ذه بدل من الياء في ذي .
وأما اللام فحرف زيد ليدلّ على بعد المشار إليه .
وقيل : هي بدل من ها ألا تراك تقول : هذا ، وهذاك ولا يجوز هذلك .
وحرّكت اللام لئلا يجتمع ساكنان ، وكسرت على أصل التقاء الساكنين وقيل : كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لا لتبس بمعنى الملك .
وقيل : ذلك هاهنا بمعنى هذا .
وموضعه رفع إما على أنه خبر آلم ، والكتاب عطف بيان ، ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقّا ، أو غير ذي شك وإمّا أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ، ولا ريب حال . ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان ، ولا ريب فيه الخبر .
و « رَيْبَ » : مبنىّ عند الأكثرين ، لأنه ركب مع لا وصيّر بمنزلة خمسة عشر وعلَّة بنائه تضمّنه معنى من إذ التقدير : لا من ريب ، واحتيج إلى تقدير من لتدلّ « لا » على نفي الجنس ألا ترى أنك تقول : لا رجل في الدار ، فتنفي الواحد وما زاد عليه ، فإذا قلت : لا رجل في الدار ، فرفعت ونوّنت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر .
وقوله : * ( ( فِيه ) ) * فيه وجهان :
أحدهما - هو في موضع خبر لا ، ويتعلَّق بمحذوف ، تقديره : لا ريب كائن فيه ، فتقف حينئذ على « فيه » .
والوجه الثاني - أن يكون لا ريب آخر الكلام ، وخبره محذوف للعلم به ، ثم تستأنف ، فتقول : فيه هدى ، فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وإن شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلَّق « فى » على الوجهين بفعل محذوف .
وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك :
هديت ، والهدي .
وفي موضعه وجهان :
أحد هما - رفع ، إما مبتدأ ، أو فاعل على ما ذكرنا وإما أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو هدى وإما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر .
والوجه الثاني - أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل ، والعامل في الحال معنى الجملة ، تقديره : أحقّقه هاديا .
ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والإشارة الحاصل من قوله ذلك . * ( لِلْمُتَّقِينَ ) * : اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن ، أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر ، والمصدر يعمل عمل الفعل .
وواحد المتقين متّقي وأصل الكلمة من وقى فعل ، ففاؤها واو ولامها ياء ، فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الواو تاء وأدغمتها في التاء الأخرى ، فقلت : اتّقى ، وكذلك في اسم الفاعل وما تصرّف منه نحو متّق ومتّقى .
ومتّق : اسم ناقص ، وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع بعدها كقولك : متّقون ومتّقين ، ووزنه في الأصل مفتعلون لأنّ أصله موتقيون ، فحذفت اللام لما ذكرنا ، فوزنه الآن مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى ، إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل ، فكان إبقاؤها أولى .
3 - * ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ ) * : هو في موضع جرّ صفة للمتقين .
ويجوز أن يكون في موضع نصب ، إما على موضع للمتقين ، أو بإضمار أعني .
ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار « هم » ، أو مبتدأو خبره أولئك على هدى .
وأصل يؤمنون يؤامنون لأنه من الأمن ، والماضي منه آمن ، فالألف بدل من همزة ساكنة قلبت ألفا كراهية اجتماع همزتين ، ولم يحققوا الثانية في موضع ما لسكونها وانفتاح ما قبلها .
ونظيره في الأسماء : آدم ، وآخر .
فأما في المستقبل فلا تجمع بين الهمزتين اللتين هما الأصل لأن ذلك يفضي بك في التّكلم إلى ثلاث همزات : الأولى همزة المضارعة ، والثانية همزة افعل التي في آمن ، والثالثة الهمزة التي هي فاء الكلمة فحذفوا الوسطى كما حذفوها في أكرم لئلا تجتمع الهمزات ، وكان حذف الوسطى أولى من حذف الأولى لأنها حرف معنى ، ومن حذف الثالثة لأنّ الثالثة فاء الكلمة . والوسطى زائدة .
وإذا أردت تبيين ذلك فقل : إن آمن أربعة أحرف ، فهو مثل دحرج ، فلو قلت : أدحرج لأتيت بجميع ما كان في الماضي وزدت عليه همزة المتكلم ، فمثله يجب أن يكون في أومن ، فالباقي من الهمزات :
الأولى ، والواو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة ، والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها وانضمام ما قبلها .

14

نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست