responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 13


ويجوز أن يكون بمعنى القائم أي الثابت .
وسراط الثاني بدل من الأول ، وهو بدل الشيء من الشيء ، وهما بمعنى واحد ، وكلاهما معرفة .
و * ( الَّذِينَ ) * : اسم موصول ، وصلته أنعمت ، والعائد عليه الهاء والميم .
والغرض من وضع الذي وصف المعارف بالجمل لأنّ الجمل تفسّر بالنكرات ، والنكرة لا توصف بها المعرفة .
والألف واللام في الذي زائدتان وتعريفها بالصلة ، ألا ترى أن « من » و « ما » معرفتان ، ولا لام فيهما فدلّ أن تعرّفهما بالصلة .
والأصل في الذين اللَّذيون لأن واحده الذي ، إلا أنّ ياء الجمع حذفت ياء الأصل لئلا يجتمع ساكنان .
والذين بالياء في كل حال لأنه اسم مبني ، ومن العرب من يجعله في الرفع بالواو ، وفي الجر والنصب بالياء ، كما جعلوا تثنيته بالألف في الرفع وبالياء في الجر والنصب .
وفي الذي خمس لغات :
إحداها لذي - بلام مفتوحة من غير لام التعريف ، وقد قرئ به شاذا .
والثانية الذي بسكون الياء .
والثالثة بحذفها وإبقاء كسرة الذال .
والرابعة بحذف الياء وإسكان الذال .
والخامسة بياء مشددة .
7 - * ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ ) * : يقرأ بالجر ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها - أنه بدل من الذين .
والثاني - أنّه بدل من الهاء والميم في عليهم .
والثالث - أنه صفة للذين .
فإن قلت : الذين معرفة وغير لا يتعرّف بالإضافة ، فلا يصحّ أن يكون صفة له ؟
ففيه جوابان :
أحدهما - أنّ غير إذا وقعت بين متضادين ، وكانا معرفتين ، تعرفت بالإضافة ، كقولك : عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الأمر هنا لأنّ المنعم عليه والمغضوب عليه متضادّان .
والجواب الثاني - أنّ الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم ، وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالإضافة فكلّ واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه .
ويقرأ غير بالنصب ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه حال من الهاء والميم ، والعامل فيها أنعمت ، ويضعف أن يكون حالا من الذين ، لأنه مضاف إليه ، والصراط لا يصحّ أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل : إنه ينتصب على الحال من الذين ، ويعمل فيها معنى الإضافة .
والوجه الثاني - أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم .
والثالث - أنه ينتصب بإضمار أعنى .
والمغضوب : مفعول ، من غضب عليه ، وهو لازم ، والقائم مقام الفاعل « عَلَيْهِمْ » . والتقدير : غير الفريق المغضوب ، ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل ، ولذلك لم يجمع ، فيقال الفريق المغضوبين عليهم ، لأنّ اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة .
* ( ولَا الضَّالِّينَ ) * : « لا » زائدة عند البصريين للتوكيد ، وعند الكوفيين هي بمعنى غير ، كما قالوا :
جئت بلا شيء ، فأدخلوا عليها حرف الجر ، فيكون لها حكم غير .
وأجاب البصريون عن هذا بأن « لا » دخلت للمعنى ، فتخطَّاها العامل ، كما يتخطى الألف واللام .
والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السّختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدّد نحو :
ضالّ ، ودابة ، وجان .
والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصحّ حركتها لئلا يجمع بين ساكنين .
< فهرس الموضوعات > فصل < / فهرس الموضوعات > فصل وأما ( آمين ) فاسم للفعل ، ومعناها : اللهم استجب ، وهو مبنيّ لوقوعه موقع المبني ، وحرّك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين .
وقيل ( آمين ) : اسم من أسماء اللَّه تعالى وتقديره : يا آمين وهذا خطأ لوجهين : أحدهم - أنّ أسماء اللَّه لا تعرف إلا تلقّيا ، ولم يرد بذلك سمع .
والثاني - أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود .
وفيه لغتان : القصر ، وهو الأصل . والمد ، وليس من الأبنية العربية بل هو من الأبنية الأعجمية كهابيل ، وقابيل . والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة ، فنشأت الألف فعلى هذا لا تخرج عن الأبنية العربية .
< فهرس الموضوعات > فصل < / فهرس الموضوعات > فصل في هاء الضمير نحو : عليهم وعليه ، وفيه وفيهم وإنما أفردناه لتكرّره في القرآن :
الأصل في هذه الهاء الضم لأنها تضمّ بعد الفتحة والضمة والسكون ، نحو : إنّه وله ، وغلامه ، ويسمعه ، ومنه وإنّما يجوز كسرها بعد الياء نحو :
عليهم وأيديهم ، وبعد الكسر نحو : به وبداره وضمّها في الموضعين جائز لأنه الأصل وإنّما كسرت لتجانس ما قبلها من الياء والكسرة وبكلّ قد قرئ .
فأما عليهم ففيها عشر لغات ، وكلها قد قرئ به : خمس مع ضمّ الهاء ، وخمس مع كسرها .
فالتي مع الضم : إسكان الميم ، وضمها من غير إشباع ، وضمها مع واو ، وكسر الميم من غير ياء ، وكسرها مع الياء .
وأما التي مع كسر الهاء فإسكان الميم ، وكسرها من غير ياء ، وكسرها مع الياء ، وضمها من غير واو ، وضمها مع الواو .
والأصل في ميم الجمع أن يكون بعدها واو ، كما قرأ ابن كثير ، فالميم لمجاوزة الواحد ، والألف دليل التثنية نحو : عليهما ، والواو للجمع نظير الألف ويدل على ذلك أن علامة الجمع في المؤنث نون مشدّدة ، نحو : عليهنّ فكذلك يجب أن يكون علامة الجمع للمذكر حرفين ، إلا أنهم حذفوا الواو تخفيفا ولا لبس في ذلك لأنّ الواحد لا ميم فيه ، والتثنية بعد ميمها ألف ، وإذا حذفت الواو سكنت الميم لئلا تتوالى الحركات في أكثر المواضع نحو : ضربهم ويضربهم .
فمن أثبت الواو أو حذفها وسكّن الميم فلمّا ذكرنا .
ومن ضمّ الميم دلّ بذلك على أنّ أصلها الضم ، وجعل الضمة دليل الواو المحذوفة .
ومن كسر الميم وأتبعها ياء فإنه حرّك الميم بحركة الهاء المكسورة قبلها ، ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها .
ومن حذف الياء جعل الكسرة دليلا عليها .
ومن كسر الميم بعد ضمّة الهاء فإنه أراد أن يجانس بها الياء التي قبل الهاء .
ومن ضمّ الهاء قال : إنّ الياء في « عليه » ، حقّها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر ، وليست

13

نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست