نام کتاب : التبيان في آداب حملة القرآن نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 9
يخلق [1] على كثرة التردد وتغاير الأحيان [2] ، ويسره للذكر حتى استظهره [3] صغار الولدان ، وضمن حفظه من تطرق التغير إلى والحدثان [4] ، وهو محفوظ بحمد الله وفضله ما اختلف الملوان [5] ، ووفق للاعتناء بعلومه من اصطفاه من أهل الحذق والاتقان ، فجمعوا فيها من كل فن ما ينشرح له صدر أهل الايقان ، أحمده على ذلك وغيره من نعمه التي لا تحصى خصوصا على نعمة الايمان ، وأسأله المنة علي وعلى سائر أحبابي وسائر المسلمين بالرضوان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة محصلة للغفران ، منقذة صاحبها من النيران ، موصلة له إلى سكنى الجنان [6] . [ أما بعد ] فإن الله سبحانه وتعالى من على هذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا [7] - بالدين الذي ارتضاه دين الاسلام [8] ، وأرسل إليها محمدا خير الأنام ، عليه منه أفضل الصلاة والبركات والسلام ، وأكرمها بكتابه
[1] خلق الثوب ، بلي ، وثوب خلق : أي بال . [2] الحين : الوقت والزمن . والجمع : أحيان . [3] يقال : استظهرت به استعنت ، واستظهرت في طلب الشئ ، تحريت وأخذت بالاحتياط . اه - مصباح . ومعناه هنا : أي حفظه الولدان عن ظهر قلب . [4] الحدوث ، والحدث ، والحادثة ، والحدثان : بمعنى واحد كله . وهو : كون الشئ بعد أن لم يكن ، وهو مرادف لما قبله وهو التغير . أي لا يتطرق عليه شئ من هذا . [5] الملوان : هو الليل والنهار . [6] لا يخفى عليك مما قدمه المؤلف في مقدمة كتابه هذا - رحمه الله تعالى - من السجع اللطيف البعيد عن التكلف والتعقيد ، وهو : المحمود في علم البلاغة . [7] الجملة التي وقعت بين السهمين هي جملة معترضة فتنبه لها . [8] فأشار المؤلف - رحمه الله تعالى - إلى قوله سبحانه : ( وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) المائدة : آية 5 .
9
نام کتاب : التبيان في آداب حملة القرآن نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 9