نام کتاب : التبيان في آداب حملة القرآن نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 10
أفضل الكلام ، وجمع فيه - سبحانه وتعالى - جميع ما يحتاج إليه من أخبار الأولين والآخرين ، والمواعظ والأمثال ، والآداب ، وضروب الاحكام ، والحجج القاطعات الظاهرات ، في الدلالة على وحدانيته ، وغير ذلك مما جاءت به رسله صلوات الله عليهم وسلامه الدامغات [1] لأهل الالحاد الضلال الطغام [2] ، وضاعف الاجر في تلاوته ، وأمرنا بالاعتناء به والاعظام ، وملازمة الآداب معه ، وبذل الوسع في الاحترام . وقد صنف في فضل تلاوته جماعة من الأماثل [3] والاعلام ، كتبا معروفة عند أولي النهى والأحلام [4] ، لكن ضعفت الهممن عن حفظها ، بل عن مطالعتها ، فصار لا ينتفع بها إلا أفراد من أولى الافهام ، ورأيت أهل بلدتنا دمشق - حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الاسلام - مكثرين من الاعتناء بتلاوة القرآن العزيز : تعلما وتعليما ، وعرضا ودراسة ، في جماعات وفرادى ، مجتهدين في ذلك بالليالي والأيام ، زادهم الله حرصا عليه ، وعلى جميع أنواع الطاعات ، مريدين وجه الله ذي الجلال والاكرام ، فدعاني ذلك إلى جمع مختصر في آداب حملته ، وأوصاف حفاظه وطلبته ، فقد أوجب الله - سبحانه وتعالى - النصح لكتابه ، ومن النصيحة له بيان آداب حملته وطلابه ، وإرشادهم إليها ، وتنبيههم عليها ، وأوثر فيه الاختصار ، وأحاذر التطويل والاكثار ، وأقتصر في كل باب على طرف من أطرافه ،
[1] الدامغات : صفة لما قبلها فتنبه لها . [2] هم أوغاد الناس ، والدغد : الرجل الدنئ الذي يخدم بطعام بطنه . اه - مختار . [3] يقال : هؤلاء أماثل القوم أي خيارهم . [4] العقل : الحجر ، لأنه يحجر صاحبه عما لا يستحسن ، والنهى : العقول لأنها تنهى عن القبيح ، والأحلام : كذلك فهي ألفاظ مترادفة .
10
نام کتاب : التبيان في آداب حملة القرآن نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 10