responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 89


على ما أجمعوا عليه من أمرهم ، وكما سخر لسليمان الريح والطير والجن حين كانوا يولعون به من فائق الصنعة وبدائع اللطف . ثم كانت هذه المعجزة مما يقف عليه الأول والآخر وقوفا واحدا ، ويبقى حكمها إلى يوم القيامة . . فتأمل ما عرفناك في كتابنا ، وفرغ له قلبك . واجمع عليه لبك ، ثم اعتصم بالله يهدك ، وتوكل عليه يعنك ويجرك ، . واسترشده يرشدك ، وهو حسبي وحسبك ، ونعم الوكيل " * * * رأى الرافعي في إعجاز القرآن :
قال في كتاب " تاريخ آداب العرب " 2 / 153 : " وجاء القاضي أبو بكر الباقلاني المتوفى سنة 403 فوضع كتابه المشهور " إعجاز القرآن " الذي أجمع المتأخرون من بعده على أنه باب في الاعجاز على حدة ، والغريب أنه لم يذكر فيه كتاب الواسطي ، ولا كتاب الرماني ، ولا كتاب الخطابي الذي كان يعاصره ، وأومأ إلى كتاب الجاحظ بكلمتين لا خير فيهما ، فكأنه هو ابتدأ التأليف في الاعجاز بما بسط في كتابه واتسع ، وفى ذلك ما يثبت لنا أن عهد هذا التأليف لا يرد في نشأته إلى غير الجاحظ . على أن كتاب الباقلاني وإن كان فيه الجيد الكثير ، وكان الرجل قد هذبه وصفاه وتصنع له ، إلا أنه لم يملك فيه بادرة عابها هو من غيره ، ولم يتحاش وجها من التأليف لم يرضه من سواه ، وخرج كتابه كما قال هو في كتاب الجاحظ : " لم يكشف عما يلتبس في أكثر هذا المعنى " .
فإن مرجع الاعجاز فيه إلى الكلام ، وإلى شئ من المعارضة البيانية بين جنس وجنس من القول ، ونوع وآخر من فنونه ، وقد حشر إليه أمثلة من كل قبيل من النظم والنثر ، ذهبت بأكثره ، وغمرت جملته ، وعدها في محاسنه وهي من عيوبه ، وكان الباقلاني ، رحمه الله وأثابه ، واسع الحيلة في العبارة ، مبسوط اللسان إلى مدى بعيد ، يذهب في ذلك مذهب الجاحظ ومذهب مقلده ابن العميد ، على بصر وتمكن وحسن تصرف ، فجاء كتابه وكأنه في غير ما وضع له ، لما فيه من الإغراق في الحشد ، والبالغة في الاستعانة ، والاستراحة إلى النقل إذ كان أكبر

مقدمة المحقق 89

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست