responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 83


بحد أن يكون بيعه فاسدا أو شرطه باطلا ! فهذا باب . ثم إنما يذكر الخيال بخفاء الأثر ، ودقة المطلب ، ولطف المسلك . وهذا الذي ذكره يضاد هذا الوجه ، ويخالف ما وضع عليه أصل الباب . ولا يجوز أن يقدر مقدر أن البحتري قطع الكلام الأول ، وابتدأ بذكر برق لمع من ناحية حبيبه من جهة بطن وجرة ، لان هذا القطع إن كان فعله ، كان خارجا به ، عن النظم المحمود ، ولم يكن مبدعا ، ثم كان لا تكون فيه فائدة ، لان كل برق شعل وتكرر وقع الاهتداء به في الظلام ، وكان لا يكون بما نظمه مفيدا ولا متقدما . وهو على ما كان من مقصده ، فهو ذو لفظ محمود ، ومعنى مستجلب غير مقصود ، ويعلم بمثله أنه طلب العبارات ، وتعليق القول بالإشارات . وهذا من الشعر الحسن الذي يحلو لفظه ، وتقل فوائده " .
ومن شواهد تجنى الباقلاني على البحتري قوله في ص 240 : " وأما قوله :
ما الحسن عندك يا سعاد بمحسن * * فيما أتاه ولا الجمال بمجمل عذل المشوق وإن من سيما الهوى * * في حيث يجهله لجاج العذل قوله في البيت الأول : " عندك " حشو ، وليس بواقع ولا بديع ، وفيه كلفة ، والمعنى الذي قصده ، أنت تعلم أنه متكرر على لسان الشعراء . وفيه شئ آخر ، لأنه يذكر أن حسنها لم يحسن في تهييج وجده . وتهييم قلبه ، وضد هذا المعنى هو الذي يميل إليه أهل الهوى والحب . وبيت كشاجم أسلم من هذا وأبعد من الخلل ، وهو قوله :
بحياة حسنك أحسني ، وبحق من * * جعل الجمال عليك وقفا أجملي " ولست أرى رأى الباقلاني في أن كلمة " عندك " قد وقعت حشوا متكلفا ، ليست بواقعة ولا بديعة ، وإنما هي في هذا المقام قد وقعت موقعها الطبيعي البديع ولم يجتلبها التكلف حشوا لا يغنى غناءه في تأدية المعنى ، وإنما هي أصيلة في أصل المعنى ، ولا يؤدى معناها غيرها . ولست أشك كذلك في أن بيت البحتري أمثل من بيت كشاجم .
ويخيل إلى أن الباقلاني قد ضل عنه معنى بيت البحتري ، إذ فهم أنه " يذكر

مقدمة المحقق 83

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست