نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 84
أن حسنها لم يحسن في تهييج وجده وتهييم قلبه " . وإني أفهم أن المعنى الذي أراغ إليه البحتري : أن حسنها لم يحسن إليه بما يود الحبيب من حبيبه أن يحسن إليه به ، مما يمتع نفسه ، ويروى ظمأ حبه ، وأن جمالها لم يجمل بإصفاء المودة ، وإنالة جنى الحب المشتهى . وبذلك يتسق معنى البيت ، مع المعنى الذي يميل إليه أهل الهوى . والحب . ولئن كان الباقلاني قد أخطأ في نقد بيت البحتري الأول ، وضل عن معناه ، فإنه أصاب في نقده للبيت الثاني ، حيث يقول : " وأما البيت الثاني فإن قوله : " في حيث " حشا بقوله كلامه ، ووقع ذلك مستنكرا وحشيا نافرا عن طبعه ، جافيا في وضعه ، فهو كرقعة من جلد في ديباج حسن ! فهو يمحو حسنه ، ويأتي على جماله . ثم في المعنى شئ ، لان لجاج العذل لا يدل على هوى مجهول ، ولو كان مجهولا لم يهتدوا للعذل عليه . فعلم أن المقصد استجلاب العبارات . ثم لو سلم من هذا الخلل لم يكن في البيت معنى بديع ، ولا شئ يفوت قول الشعراء في العذل ، فإن ذلك جملهم الذلول ، قولهم المكرر المقول " * * * ثم قال الباقلاني في ص 374 " وأما الغرض الذي صنفنا فيه ، في التفصيل والكشف عن إعجاز القرآن ، فلم نجده على التقريب الذي قصدنا ، وقد رجونا أن يكون ذلك مغنيا ووافيا . وقد قصدنا فيما أمليناه الاختصار ، ومهدنا الطريق " . ثم عرض لنقد الجاحظ في ص 377 : بأن كلامه قريب ، ومنهاجه معيب ونطاق قوله ضيق . ومن أجل ذلك يستعين بكلام غيره ، ويفزع إلى ما يوشح به كلامه ، من بيت سائر ، ومثل نادر ، وحكمة منقولة ، وقصة مأثورة ، فإذا أطال ولم يستعن بكلام غيره ، كان كلامه ككلام غيره . ثم زعم أن أبا الفضل بن العميد قد سلك مسلكه ، ونازعه طريقته ، فلم يقصر عنه . ولعله قد بان تقدمه عليه ، لأنه يأخذ في الرسالة الطويلة فيستوفيها على حدود مذهبه ، ولا يقتصر على أن يأتي بالأسطر من نحو كلامه ، كما ترى الجاحظ يفعل
مقدمة المحقق 84
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 84