نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 82
وملاسته تلويا وتعقدا ، فهذا فصل . وفيه شئ آخر وهو : أن هذا الخطاب إنما يستقيم مهما خوطب به الخيال حال إقباله ، فأما أن يحكى الحال التي كانت وسلفت على هذه العيادة ، ففيه عهدة ، وفى تركيب الكلام عن هذا المعنى عقدة . وهو لبراعته وحذقه في هذه الصنعة - يعلق نحو هذا الكلام ، ولا ينظر في عواقبه ، لان ملاحة قوله تغطي على عيون الناظرين فيه نحو هذه الأمور . ثم قوله : " فعل الذي نهواه أو لم يفعل " ، ليست بكلمة رشيقة ، ولا لفظة ظريفة ، وإن كانت كسائر الكلام " . ولست أشك في أن الباقلاني قد حاد عن جادة الصواب عند ما حكم بأن بيت الصنوبري أخف من بيت البحتري . وغنى عن البيان أن بيت الصنوبري ثقيل بالغ الثقل ، وحسبه أن يجتمع في شطره الأول " الزور من زور " وأن يكون في شطره الثاني كلمة " الدور " ، ليأخذ سبيله إلى مستقره في حضيض الشعر الأوهد . وأما نقد الباقلاني لبيت البحتري الثاني ، فإني أورده ليكون بيانا لمنهجه في نقده ولأنه استطرد فيه إلى نقد امرئ القيس بنقد لطيف ذهب به ، ولم يسبقه أحد إليه . قال : " فأما بيته الثاني ، فهو عظيم الموقع في البهجة ، وبديع المأخذ ، حسن الرواء ، أنيق المنظر والمسمع ، يملأ القلب والفهم ، ويفرح الخاطر ، وتسرى بشاشته في العروق . وكان البحتري يسمى نحو هذه الأبيات عروق الذهب ، وفى نحوه ما يدل على براعته في الصناعة ، وحذقه في البلاغة . ومع هذا كله فيه ما نشرحه من الخلل ، مع الديباجة الحسنة ، والرونق المليح . وذلك أنه جعل الخيال كالبرق لإشراقه في مسراه ، كما يقال : إنه يسرى كنسيم الصبا ، فيطيب ما مر به كذلك يضئ ما مر حوله ، وينور ما مر به . وهذا غلو في الصنعة ، إلا أن ذكره " بطن وجرة " حشو ، وفى ذكره خلل ، لان النور القليل يؤثر في بطون الأرض وما اطمأن منها ، بخلاف ما يؤثر في غيرها ، فلم يكن من سبيله أن يربط ذلك ببطن وجرة . وتحديده المكان - على الحشو - أحمد من تحديد امرئ القيس من ذكر " سقط اللوى بين الدخول فحومل ، فتوضح فالمقراة " لم يقنع بذكر حد ، حتى حده بأربعة حدود ، كأنه يريد بيع المنزل فيخشى إن أخل
مقدمة المحقق 82
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 82