نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 77
لانهم يرون أن السجع الرائع مظهر من مظاهر الاقتدار على البلاغة ، والإمتلاك لزمام الفصاحة ، وأن السجع الكثير في القرآن قد جاء في أرفع صور البيان ، وباين كل أسجاع الساجعين ، كما يؤمنون بأن سر إعجاز القرآن نظمه البديع ، وبلاغته الرائعة المجاوزة لجميع بلاغات العرب . وأي فارق بين مشاركة القرآن كله لغيره من الكلام في كونه كلاما عربيا مؤلفا من ألفاظ فصيحة بليغة ، وبين مشاركة بعض آية في كونها جاءت مسجوعة ؟ وكيف يكون السجع المحمود من أمارات الفصاحة المعدودة ، التي يقصد إليها أعلام البلغاء في بعض كلامهم لتوشيته وتزيينه ، وتحسينه بعقد المناسبة بين ألفاظه ثم نجرد القرآن منه ، وننفيه عنه بزعمنا ، مع ادعائنا أنه قد اشتمل على أنواع البلاغة والفصاحة جميعا ؟ ولئن قال الباقلاني : " إن السجع عيب يجب تفيه عن القرآن ، فإني أقول : إن السجع من الميزات البلاغية التي يجدر بنا أن ننزه القرآن عن خلوه منها . * * * والفصل السابع من فصول إعجاز القرآن ص 101 في ذكر البديع من الكلام ، بدأه الباقلاني بقوله : إن سأل سائل فقال : هل يمكن أن يعرف إعجاز القرآن من جهة تضمنه البديع ؟ قيل : ذكر أهل الصنعة ومن صنف في هذا المعنى من صفة البديع ألفاظا نحن نذكرها ، ثم نبين ما سألوه عنه ، ليكون الكلام واردا على أمر مبين ، وباب مقرر مصور " . ثم نقل جملة من بديع الشعر ، بعضها من كتابي البديع لابن المعتز ، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر ، وقال ص 162 : " وقد قدر مقدرون أنه يمكن استفادة إعجاز القرآن من هذه الأبواب التي نقلناها ، وأن ذلك مما يمكن الاستدلال به عليه . وليس كذلك عندنا ، لان هذه الوجوه إذا وقع التنبيه عليها أمكن التوصل إليها بالتدريب والتعود والتصنع لها ، والوجوه التي نقول : إن إعجاز القرآن يمكن أن يعلم منها ، فليس مما يقدر البشر على التصنع له والتوصل إليه بحال " . وختم كلامه في هذا الفصل بقوله : " إنا لا نجعل الاعجاز متعلقا بهذه الوجوه الخاصة ، ووقفا عليها ، ومضافا إليها ، وإن صح أن تكون
مقدمة المحقق 77
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 77