نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 75
الجاهلية وكهانتها ؟ " . ومنها : " دعني من أراجيز الاعراب " . ومنها : " أسجاعة بك ؟ " . ومنها : " أسجع كسجع الجاهلية ؟ قيل : يا رسول الله ، إنه شاعر . ومنها : " لسنا من أساجيع الجاهلية في شئ " ومنها . " إنما هذا من إخوان الكهان " . ومنها : " إن هذا ليقول بقول شاعر ، بل فيه - أي في الجنين - غرة " ومنها : " أسجع كسجع الاعراب ؟ " وقد فهم كثير من العلماء أن هذا الحديث إنما ورد في ذم السجع ، والتنفير منه . ولا شك أنهم واهمون في ذلك . ولو كان النبي أراد إلى ذمه لقال : " أسجعا " فقط . وإنما أراد النبي بقوله هذا ، كما يتضح من سياق الحديث ، إنكار تشادق هذا الساجع في دفعه حقا وجب عليه وعلى عاقلته ، وقعقعته بالسجع على طريقة الكهان في الجاهلية . وقد أغرب الباقلاني في استنباطه من هذا الحديث ص 88 : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن السجع مذموم ، فلا يصح أن يكون في دلالته على نبوته ! وكيف يذم النبي السجع وكثير من كلامه مسجوع ؟ يقول : " أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ؟ " وقد أخطأ الباقلاني في قوله : إن السجع من الكلام يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدى السجع . فليس السجع كذلك على الاطلاق ، وإنما هذا نوع من السجع ردئ لا يقع إلا في كلام الضعفاء . ومنه نوع آخر يقع فيه اللفظ موقعه الرائع ، وهو مع ذلك تابع للمعاني . وهذا هو النوع المحمود منه الذي جاء في المأثور الصحيح عن بلغاء الجاهلية ، وفصحاء الاسلام ، وورد في أحاديث الرسول على أكمل وجه وأتم نسق اتفق وجوده في كلام البشر ، وإليه يريغ المثبتون للسجع في القرآن ، القائلون بأن ما كان منه كذلك هو نهاية النهايات ، وأبعد الغايات في البلاغة ، وقد بان بطلاوته وصفاء لفظه وتمكن معناه - عن جميع ما جرى هذا المجرى من كلام الخلق . ولو قد تدبر الباقلاني ما حكاه من قول المثبتين للسجع في القرآن : إنه مما يبين
مقدمة المحقق 75
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 75