نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 70
واحد في حسن النظم ، وبديع التأليف والرصف ، لا تفاوت فيه ولا انحطاط عن المنزلة العليا ، ولا إسفاف فيه إلى الرتبة الدنيا . وكذلك قد تأملنا ما يتصرف إليه وجوه الخطاب من الآيات الطويلة والقصيرة ، فرأينا الاعجاز في جميعها على حد واحد لا يختلف . وكذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر القصة الواحدة ، تفاوتا بينا ، ويختلف اختلافا كثيرا . ونظرنا القرآن فيما يعاد ذكره من القصة الواحدة فرأيناه غير مختلف ولا متفاوت بل هو على نهاية البلاغة ، وغاية البراعة ، فعلمنا بذلك أنه مما لا يقدر عليه البشر " . والمعنى الرابع : أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتا بينا في الفصل والوصل والعلو والنزول ، والتقريب والتبعيد ، وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم ، ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع . وكذلك يختلف سبيل غيره عند الخروج من شئ إلى شئ ، والتحول من باب إلى باب . والقرآن على اختلاف فنونه ، وما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة ، والطرق المختلفة - يجعل المختلف كالمؤتلف ، والمتباين كالمتناسب ، والمتنافر في الافراد إلى حد الآحاد . وهذا أمر عجيب ، تبين به الفصاحة وتظهر به البلاغة ، ويخرج معه الكلام عن حد العادة ، ويتجاوز العرف " . والمعنى الخامس : أن نظم القرآن وقع موقعا في البلاغة يخرج عن عادة كلام الجن ، كما يخرج عن عادة كلام الانس ، فهم يعجزون عن الاتيان بمثله كعجزنا ، ويقصرون دونه كقصورنا " . والمعنى السادس ص 62 : " أن الذي ينقسم إليه الخطاب ، من البسط والاقتصار ، والجمع والتفريق ، والاستعارة والتصريح ، والتجوز والتحقيق ، ونحو ذلك من الوجوه التي توجد في كلامهم - موجود في القرآن ، وكل ذلك مما يتجاوز حدود كلامهم المعتاد بينهم في الفصاحة والابداع والبلاغة " . والمعنى السابع ص 63 : " أن المعاني التي تضمنها في أصل وضع الشريعة والاحكام والاحتجاجات في أصل الدين ، والرد على الملحدين ، على تلك الألفاظ البديعة ، وموافقة بعضها بعضا في اللطف والبراعة مما يتعذر على البشر ويمتنع " .
مقدمة المحقق 70
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 70