نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 69
القائلين بالصرفة ، وقال : إن التوراة والإنجيل وغيرهما من كلام الله يشارك القرآن في الاعجاز بما تضمنه من الاخبار عن الغيوب ، ويباينه في أنه ليس بمعجز في النظم والتأليف ، لان الله لم يصفه بما وصف به القرآن ، ولم يقع به التحدي كما وقع بالقرآن ، ولان الألسنة التي نزل بها لا يتأتى فيها من وجوه الفصاحة ما يقع به التفاضل الذي ينتهى إلى حد الاعجاز . وقال : إن كتاب زرادشت وكتاب مانى ليس يقع فيهما إعجاز ، وإنه لا يوجد لابن المقفع كتاب يدعى مدع أنه عارض فيه القرآن . * * * والفصل الثالث ص 48 في جملة وجوه إعجاز القرآن . وقد ذكر في مستهله أن الأشاعرة وغيرهم ذكروا في ذلك ثلاثة أوجه : أولها : ما تضمنه القرآن من الاخبار عن الغيوب ، وذلك مما يقدر عليه البشر ، ولا سبيل لهم إليه . والوجه الثاني : أنه أتى بجمل ما وقع وحدث من عظيمات الأمور ومهمات السير من حين خلق الله آدم إلى مبعثه ، مع أنه كان أميا لا يكتب ولا يحسن أن يقرأ ، ولم يكن يعرف شيئا من كتب المتقدمين وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم . والوجه الثالث : " أنه بديع النظم عجيب التأليف ، متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه " وقال : إن الذي أطلقه العلماء في هذا الوجه هو على هذه الجملة ، أما هو فقد كشف الجملة التي أطلقوها ، وفصل ذلك بعض التفصيل ، حيث يقول ص 51 : " فالذي يشتمل عليه بديع نظمه المتضمن للإعجاز وجوه : منها ما يرجع إلى الجملة ، وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه ، وتباين مذاهبه خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم ، ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم ، وله أسلوب يختص به ، ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد " . ومنها ص 53 " أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة والتصرف البديع ، والمعاني اللطيفة ، والفوائد الغزيرة ، والحكم الكثيرة ، والتناسب في البلاغة والتشابه في البراعة ، على هذا الطول ، وعلى هذا القدر . وهذا المعنى هو غير المعنى الأول ، فتأمله تعرف الفصل " . والمعنى الثالث ص 54 : أن عجيب نظمه ، وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين ، على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها ويشتمل عليها " وإنما هو على حد
مقدمة المحقق 69
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 69