responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 7


ويصطنعون الحذر والدهاء في كل ما يأتون وما يذرون ، خوفا من بطش الخلفاء الراشدين ، ومن تلاهم من خلفاء الأمويين .
وخلف من بعد هؤلاء خلف كانوا أكثر ثقافة ، وأغزر علما ، وأحسن بيانا فأصحروا بآرائهم ، وجاهروا بمعتقداتهم ، وبثوا شكوكهم في المجالس والأندية ، وسطروها في الكتب والرسائل التي أسرفوا في تحسينها ، وبالغوا في تزيينها ، وغالوا في انتقاء ورقها ومدادها واستجادة خطها ، ليحسن وقعها في الانظار ، وتصبو إليها أنفس القراء .
وقد ساعدهم على جهرهم هذا ومكن لهم منه ، تبدل الزمان وتغير الحال ، بتسامح الخلفاء في غير ما يمس سلطانهم ويعرض لدولتهم ، وامتلاك غير العرب لزمام الأمور في الدولة ، وانتشار الكتب المترجمة ، وازدياد اتصال العرب بغيرهم من أهل المذاهب والنحل الأخرى ، وكثرة الجدال بين المذاهب الاسلامية ، واشتعال نار العداوة بين الفرق الكلامية ولما كثرت المطاعن في القرآن ، وأوشكت الشبهات أن تأخذ سبيلها إلى نفوس الإغرار والاحداث - : نهض فريق من العلماء يدرأون عنه ، وينافحون دونه ويرمون من ورائه بالحجج النيرة ، والأدلة الواقعة ، فشرعوا أقلامهم لتأليف الكتب والرسائل في الرد عليهم ، وتبيين مفترياتهم . وفى طليعة هؤلاء أبو محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدينوري ، فقد عمد إلى مطاعنهم فيه فجمعها ، ثم كر عليها بالنقض في كتابه الجليل : " تأويل مشكل القرآن " وكانت مسألة الاعجاز من أبرز المسائل التي تعاورها العلماء بالبحث في أثناء تفسيرهم للقرآن ، وردهم على منكري النبوة ، وخوضهم في علم الكلام ، كعلى بن ربن كاتب المتوكل في كتاب : " الدين والدولة " وكأبي جعفر الطبري في تفسيره :
" جامع البيان عن وجوه تأويل آي القرآن " وكأبي الحسن الأشعري في " مقالات الاسلاميين " وأبى عثمان الجاحظ في كتاب : " الحجة في تثبيت النبوة " وكان علماء الاعتزال أكثر المثيرين للكلام في إعجاز القرآن ، فقد ذهب النظام - من بينهم - إلى أن القرآن نفسه غير معجز ، وانما كان إعجازه بالصرفة

مقدمة المحقق 7

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست