نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 62
إذ هو صفة لله تعالى ، قديم غير مخلوق . وكذلك نقول : إنه مقروء بألسنتنا ، نتلو بها على الحقيقة ، لكن نعلم أن زيدا القارئ غير عمرو القارئ ، وأن لسان زيد غير لسان عمرو ، وأن قراءة زيد غير قراءة عمرو ، ولكن المقروء لزيد هو المقروء لعمرو ، شئ واحد لا يختلف ولا يتغير ، بل هو كلام الله القديم الذي ليس بمخلوق ولا يجوز عليه صفات الخلق . وهذا كما قال تعالى : ( أنما أنزل بعلم الله ) يعلمه زيد بعلمه ، ويعلمه عمرو بعلمه ، ويعبده زيد بعبادته ، ويعبده عمرو بعبادته ، ويدعوه زيد بدعائه ، ويدعوه عمرو بدعائه ، ويذكره زيد بذكره ، ويذكره عمرو بذكره ، ويسبحه زيد بتسبيحه ، ويسبحه عمرو بتسبيحه ، فزيد غير عمرو ، وذكره غير ذكر عمرو ، وعبادته غير عبادة عمرو ، ولكن المعبود لهذا هو المعبود لهذا ، والمذكور لهذا هو المذكور لهذا ، والمسبح لهذا هو المسبح لهذا ، والله تعالى هو القديم الواحد الذي ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير " . وقوله ص 83 ، 85 : " ويحب أن يعلم أن كلام الله تعالى مسموع لنا على الحقيقة ، لكن بواسطة ، وهو القارئ . . ويجب أن يعلم أن كلام الله تعالى منزل على قلب النبي صلى بالله عليه وسلم ، نزول إعلام وإفهام ، لا نزول حركة وانتقال " ، و " أن جبريل عليه السلام علم كلام الله وفهمه ، وعلمه الله النظم العربي الذي هو قراءته ، وعلم هو القراءة نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، ولم يزل ينقل الخلف عن السلف ذلك ، إلى أن اتصل بنا فصرنا نقرأ بعد أن لم نكن نقرأ " . ويستبين من سائر هذه النصوص أن ابن حزم لم يكن أمينا في نقله ، ولا صادقا في قوله ، وإنما خان أمانة العلم ، وكذب فيما ادعاه على الباقلاني والأشاعرة ، ليتسنى له تكفيرهم ، وسبهم بما يرضى نفسه الظامئة إلى الطعن والسباب . وقد عرف ذلك عنه ، حتى قال فيه ابن العريف : " كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين " وسجل عليه ذلك المؤرخون له ، كابن خلكان ، الذي يقول في وفيات الأعيان : " وكان كثير الوقوع في العلماء المتقدمين ، لا يكاد يسلم أحد من لسانه ، فنفرت عنه القلوب ، واستهدف لفقهاء وقته ، فتمالئوا على بغضه ، وردوا
مقدمة المحقق 62
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 62