نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 61
من القراء ، ونقرأ في الصلاة ، ونحفظ في الصدور - ليس هو القرآن البتة ، ولا شئ منه كلام الله البتة ، بل شئ آخر ، وإن كلام الله لا يفارق ذاته . وإن قول هذه الفرقة في هذه المسألة نهاية الكفر بالله عز وجل ، ومخالفة القرآن والنبي ، صلى الله عليه وسلم ، ومخالفة جميع أهل الاسلام قبل حدوث هذه الطائفة الملعونة " . وهذا افتراء قصد به التشنيع والتلبيس على الناس ، يدحضه قول الباقلاني في " رسالة الحرة " ص 62 : " اعلم أن الله تعالى متكلم له كلام عند أهل السنة والجماعة ، وأن كلامه قديم ليس بمخلوق ، ولا مجعول ، ولا محدث ، بل كلامه قديم ، صفة من صفات ذاته ، كعلمه وقدرته وإرادته ، ونحو ذلك من صفات الذات . ولا يجوز أن يقال : كلام الله عبارة ولا حكاية ، ولا يوصف بشئ من صفات الخلق ، ولا يجوز أن يقول أحد : لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق ، ولا إني أتكلم بكلام الله " . وقوله ص 82 : " ويجب أن يعلم أن كلام الله تعالى مكتوب في المصاحف على الحقيقة كما قال : ( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ) ، وهو في مصاحفنا مكتوب على الوجه الذي هو مكتوب في اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) . لكن نحن نعلم وكل عاقل أن كلام الله الذي هو مكتوب في اللوح المحفوظ ، هو والقرآن المكتوب في مصاحفنا شئ واحد ، لا يختلف ولا يتغير ، وأن اللوح غير أوراق مصاحفنا ، وأن الخط الذي فيه غير الخطوط التي في مصاحفنا ، وأن القلم الذي كتب في اللوح المحفوظ غير أقلامنا . وكذلك ما اختلف وغاير غيره ، واختص بمكان دون مكان ، وزمان دون زمان فهو مخلوق مربوب ، وكل ما هو على صفة واحدة لا يختلف ولا يتغير ، ولا يجوز عليه شئ من صفات الخلق . فكذلك هو كلام الله تعالى القديم وجميع صفات ذاته . وكذلك القرآن محفوظ بالقلوب على الحقيقة ، كما قال تعالى : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) . لكن نعلم قطعا أن زيدا الحافظ غير عمرو الحافظ ، وأن قلب هذا غير قلب هذا ، وأن حفظ هذا غير حفظ هذا ، لكن المحفوظ لهذا بحفظه هو المحفوظ للآخر بحفظه ، وهو شئ واحد لا يختلف ولا يتغير ،
مقدمة المحقق 61
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 61