نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 60
وما كذب الباقلاني ولا أفك في مسألتي ترتيب الآيات ، وترتيب مواضع السور في القرآن ، وما خرج بقوله فيهما عما قاله أعلام الأئمة وأجمعوا عليه . فقد أجمعوا جميعا على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة فيه ، وأيد إجماعهم ما ترادف في ذلك من النصوص . ولم تجتمع كلمتهم على أن ترتيب السور توقيفي ، فمنهم من قال به ، ومنهم من قال : إنه باجتهاد من الصحابة ، كمالك بن أنس . وأنصع دليل على صدق الباقلاني وبراءته مما رماه به ابن حزم ، قوله في كتاب : " الانتصار لنقل القرآن " : " ترتيب الآيات أمر واجب ، وحكم لازم ، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا موضع كذا " . وقوله أيضا في ذلك الكتاب ( ورقة 4 - ب ) : " والذي نذهب إليه في ذلك أن جميع القرآن الذي أنزله الله ، وأمر بإثبات رسمه ، ولم ينسخه ، ويرفع تلاوته بعد نزوله - هو هذا الذي بين الدفتين ، الذي حواه مصحف عثمان ، وأنه لم ينقص منه شئ ، ولا زيد فيه ، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ، ورتبه عليه رسوله ، من آي السور ، لم يقدم من ذلك مؤخرا ، ولا أخر منه مقدما ، وأن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ترتيب آي كل سورة ومواضعها ، وعرفت مواقعها : كما ضبطت عنه نفس القراءات وذات التلاوة ، وأنه يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ، قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان ، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده ، ولم يتول ذلك بنفسه . وأن هذا القول الثاني أقرب وأشبه أن يكون حقا " . ولن يمتري إنسان - بعد قراءة هذا الكلام - في تكذيب ابن حزم في قوله ، إن الباقلاني يقول : " إن ترتيب الآيات والسور شئ فعله الناس ، وليس هو من عند الله ولا من أمر رسول الله . فقد كذب هذا الجاهل وأفك ! " ولن يمتري كذلك في أنه نص صريح في تكذيب ابن حزم في قوله عن الأشاعرة : " وقالوا كلهم : إن القرآن لم ينزل به قط جبريل على قلب محمد ، عليه الصلاة والسلام ، وإنما نزل عليه بشئ آخر هو العبارة عن كلام الله ، وإن القرآن ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز ، وإن الذي نرى في المصاحف ونسمع
مقدمة المحقق 60
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 60