نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 56
ويتلاقون متخادعين ، ويصنفون متحاملين ، جذ الله عروقهم ، واستأصل شأفتهم ، وأراح البلاد والعباد منهم ، فقد عظمت البلوى بهم ، وعظمت آفاتهم على صغار الناس وكبارهم ، ودب داؤهم ، وعسر دواؤهم ، وأرجو ألا أخرج من الدنيا حتى أرى بنيانهم متضعضعا ، وساكنه متجعجعا " . وقد يكون أبو حيان مدفوعا إلى تلك العداوة بتأثير العداوة بين الباقلاني وبين أستاذه أبى سليمان المنطقي من جهة ، وبينه وبين أبى أحمد الأسفراييني من جهة أخرى ، وكلاهما له في نفس أبى حيان منزلة سامية ، وإجلال بالغ . ومهما يكن من أمر عداوة أبى حيان للباقلاني ، وأيا كان مبعثها ومأتاها ، فلا مراء في أنه قد ظلمه ظلما مبينا ، إذ نسبه إلى طائفة الخرمية ، وهو منها برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب . ( 22 ) وثالثه الأثافي التي رمى بها الباقلاني ، تلك الأقوال المنكرة التي قالها عنه ابن حزم الظاهري ( 384 - 456 ) في كتاب : " الفصل في الملل والأهواء والنحل " فهو عنده : " كافر أصلع الكفر ! مشرك يقدح في النبوات ! ملحد خبيث المذهب ملعون ، يلحد في أسماء الله ، ويخالف القرآن ويكذب الله ! نذل يوجب الشك في الله وفى صحة النبوة ! مظلم الجهالة ، من أهل الضلالة ، ممرور فاسق أحمق ، يكيد للاسلام ويسخف به ! قد صدق فيه قول القائل : شهدت بأن ابن المعلم هازل * بأصحابه والباقلاني أهزل وما الجعل الملعون في ذاك دونه * وكلهم في الإفك والكفر منزل " هذه بعض أقوال ابن حزم في الباقلاني ، نقلتها بألفاظها كما أثبتها في مواضع مختلفة من كتابه . ولو صدق بعض هذه الأقوال عليه لوجب على المسلمين البراءة منه ، ونبذ كتبه ، وعده في طليعة أعداء الاسلام ، فكيف إذا صدقت كلها ؟ ! ويجدر بنا - قبل أن نعرض للحكم عليها - أن نتبين : هل كان ابن حزم نزيها في حكمه ، منصفا في قوله ، أمينا في نقله ، سليم الصدر من دواعي الهوى والعصبية ؟ أم كان غير ذلك ؟
مقدمة المحقق 56
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 56