responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 55


أن الوزير أبا عبد الله العارض ، سأله في الليلة الثامنة ، وقال له : " فما تقول في ابن الباقلاني ؟ قلت :
فما شر الثلاثة أم عمرو * * بصاحبك الذي لا تصحبينا يزعم أنه ينصر السنة ، ويفحم المعتزلة ، وينشر الرواية ، وهو في أضعاف ذلك على مذهب الخرمية ، وطرائق الملحدة ! قال : والله إن هذا لمن المصائب الكبار ، والمحن الغلاظ ، والأمراض التي ليس لها علاج " .
ولست أرتاب في أن أبا حيان قد جاء بالإفك ، حين رمى الباقلاني بأنه كان على مذهب الخرمية وطريق الملحدة ، ولو كان لذلك الاتهام نصيب من الصحة لجرد له قلمه الجبار ، وذهب يبين عن مظاهره ومصادره ، ويفيض في الطعن عليه ، ولبادر إلى ثلبه والتشهير به أعداؤه من شتى المذاهب والنحل التي نقض أقوالها ، وأتى على معتقداتها من القواعد ، ولتسابقوا إلى تأليب الناس عليه وتحريض السلطان على إهدار دمه وصلبه ، كما صلب بابك الخرمي . فإن الخرمية فرقة مبتدعة ، لا يعدها أحد في زمرة المسلمين ، لأنها تستحل كل محرم ، وتذهب إلى شركة الناس جميعا في الأموال والنساء ، ويجتمع رجالها ونساؤها في ليال مخصوصة ، يفنونها في احتساء الخمر والرقص ، ثم يطفئون كل سراج منير ، وكل نار موقدة ، ويعكف كل واحد منهم على المرأة التي اتفق جلوسها بجانبه " وهم يدينون بألوهية بابك الخرمي ، ويدعون أنه كان لهم ملك في الجاهلية اسمه " شيروين " ينوحون على موتاهم باسمه ، ويفضلونه على الأنبياء جميعا .
ولست أدرى كيف يكون الباقلاني على مذهب هؤلاء الخرمية ، ويخفى أمره على أعدائه المتربصين به ، وعلى أوليائه الملتفين حوله ، ولا يظهر إلا لأبي حيان وحده ! فيتفرد بتسجيله عليه ! ثم لا ينقله عنه ناقل ، ولا ينبزه به نابز " إن في ذلك لآية على إفكه ، ودليلا على اختلافه عليه ، وعداوته له .
ولعل من أسباب عداوة أبى حيان للباقلاني ، بغضه للكلام والمتكلمين ، الذي أفصح عنه بقوله : " ولم أر متكلما في مدة عمره بكى خشية ، أو دمعت عينه خوفا أو أقلع عن كبيرة رغبة ، يتناظرون مستهزئين ، ويتحاسدون متعصبين ،

مقدمة المحقق 55

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست