نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 54
" وسمعت شيخي الامام أبا منصور ، الفقيه الأصبهاني ، يقول : سمعت شيخنا الامام أبا بكر الزاذاقاني يقول : كنت في درس الشيخ أبى حامد الأسفراييني وكان ينهى أصحابه عن الكلام ، وعن الدخول على الباقلاني . فبلغه أن نفرا من أصحابه يدخلون عليه خفية لقراءة الكلام ، فظن أنى معهم ومنهم ، وذكر قصة قال في آخرها : إن الشيخ أبا حامد قال لي : يا بنى ، بلغني أنك تدخل على هذا الرجل - يعنى الباقلاني - فإياك وإياه ، فإنه مبتدع يدعوا الناس إلى الضلالة وإلا فلا تحضر مجلسي ، فقلت : أنا عائذ بالله مما قيل ! وتائب إليه ! واشهدوا على أنى لا أدخل عليه ! " وأعجب مما سبق قوله أيضا : " كان الشيخ أبو حامد : أحمد بن أبي طاهر الأسفراييني - إمام الأئمة الذي طبق الأرض علما وأصحابا - إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة الكرخ إلى جامع المنصور ، يدخل الرباط المعروف بالروزي المحاذي للجامع ، ويقبل على من حضر ويقول : اشهدوا على بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما قاله أحمد بن حنبل ، لا كما يقوله الباقلاني ، وتكرر ذلك منه في جمعات ، فقيل له في ذلك ، فقال : حتى ينتشر في الناس وفى أهل الصلاح ، ويشيع الخبر في البلاد : أنى برئ مما هم عليه - يعنى الأشاعرة - وبرئ من مذهب أبي بكر الباقلاني ، فإن جماعة من المتفقهة الغرباء ، يدخلون على الباقلاني خفية فيقرأون عليه ، فيفتون بمذهبه ، فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة ، فيظن ظان أنهم منى تعلموه وأنا قلته ، وأنا برئ من مذهب الباقلاني وعقيدته " . هذا قول الأسفراييني في معاصره الباقلاني ، وهو قول سداه الاسراف والتجني ، ولحمته الهوى والعصبية ، وما كان الباقلاني مبتدعا يدعوا الناس إلى الضلالة ، وما كان مذهبه فاسدا ، ولا عقيدته مدخولة ، بحيث يتبرأ منهما مسلم ، ولكن العصبية قاهرة غلابة ، والتعاصر مع التماثل في الصناعة مدرجة العداوة والبغضاء . ( 21 ) ذكر أبو حيان التوحيدي في كتاب : " الامتاع والمؤانسة " 1 / 143
مقدمة المحقق 54
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 54