responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 31


يا مسلم : العبد يخلق ويحيى ويميت ، ويبرئ الأكمه والأبرص ؟
فقلت : لا يقدر العبد على ذلك ، وإنما ذلك كله من فعل الباري عز وجل قال : وكيف يكون المسيح عبد الله وخلقا من خلقه ، وقد أتى بهذه الآيات ، وفعل ذلك كله ؟
قلت : معاذ الله ، ما أحيا المسيح الموتى ، ولا أبرأ الأكمه والأبرص .
فتحير وقل صبره ، وقال : يا مسلم . تنكر هذا مع اشتهاره في الخلق ، وأخذ الناس له بالقبول ؟
فقلت : ما قال أحد من أهل الفقه والمعرفة : إن الأنبياء - عليهم السلام - يفعلون المعجزات من ذاتهم ، وإنما هو شئ يفعله الله تعالى على أيديهم ، تصديقا لهم يجرى مجرى الشهادة .
فقال : قد حضر عندي جماعة من أولاد نبيكم ، وأهل دينكم ، المشهورين فيكم ، وقالوا : إن ذلك في كتابكم .
فقلت : أيها الملك ، في كتابنا أن ذلك كله بإذن الله تعالى . وتلوت عليه قوله تعالى ( إذ قال الله : يا عيسى بن مريم ، أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ، إذ أيدتك بروح القدس ، تكلم الناس في المهد وكهلا ، . وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني ، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذا تخرج الموتى بإذني ) .
وقلت : إنما فعل ذلك كله بالله وحده لا شريك له ، لا من ذات المسيح ولو كان المسيح يحيى الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص من ذاته ، لجار أن يقال : إن موسى فلق البحر ، وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته ، وليس معجزات الأنبياء ، عليهم السلام ، من ذاتهم وأفعالهم دون إرادة الخالق ، فلما لم يجز هذا : لم يجز أن تسند المعجزات التي ظهرت على يد المسيح إليه .
فقال الملك : وسائر الأنبياء كلهم من آدم إلى من بعده - كانوا يتضرعون للمسيح حتى يفعل ما يطلبون !
قلت : أو في لسان اليهود عظم ، لا يقدرون أن يقولوا : إن المسيح كان

مقدمة المحقق 31

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست