responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 28


فأرسل . إلينا من يلقانا ، وقال : لا تدخلوا على الملك بعمائمكم حتى تنزعوها ، إلا أن تكون مناديل لطافا ، وحتى تنزعوا أخفافكم . فقلت : لا أفعل ، ولا أدخل إلا بما أنا عليه من الزي واللباس ، فإن رضيتم ، وإلا فخذوا الكتب تقرؤونها ، وأرسلوا بجوابها ، وأعود بها . فأخبر بذلك الملك ، فقال : أريد معرفة سبب هذا ، وامتناعه عما مضى عليه رسمي من الرسل ؟ فسئلت عن ذلك ، فقلت : أنا رجل من علماء المسلمين ، وما تحبونه منا ذل وصغار ، والله تعالى قد رفعنا بالاسلام ، وأعزنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأيضا فإن من شأن الملوك إذا بعثوا رسلهم إلى ملك آخر رفع أقدارهم ، لا إذلالهم ، سيما إذا كان الرسول من أهل العلم ، ووضع قدره انهدام جانبه عند الله تعالى ، وعند المسلمين . فعرف الترجمان الملك بذلك ، فقال دعوه يدخل ومن معه كما يشاءون . فدخل الباقلاني ومن معه كما أرادوا ، وسأله الملك عن السبب في امتناعه عن اتباع ما جرى به رسمه مع الرسل من قبل ، فشرح وجهة نظره ، وذكره : أن رسوله قد دخل بملابسه على أمير المؤمنين الطائع ، وأدخل بها على السلطان عضد الدولة ، ثم قال : " فما تنكرون على هذا ، وأنا رجل من علماء المسلمين ؟ فإن دخلت بغير هيئتي ، ورجعت إلى حكمك أهنت العلم ونفسي ، وذهب عند المسلمين جاهي " فقال الملك لترجمانه : قل له : قد قبلنا عذرك ، ورفعنا منزلتك ، وليس محلك عندنا كسائر الرسل ، وإنما محلك عندنا محل الأبرار الأخيار ، وقد أخبرنا صاحبكم في كتابه أنك لسان المسلمين ، والمناظر عنهم ، وأنا أشتهي أن أعرف ذلك منك ، كما ذكروه عنك . فقلت : إذا أذن الملك . فقال : أنزلوا حيث أعددت لكم ، ويكون بعد هذا الاجتماع . فنهضنا إلى موضع أعد لنا فلما كان يوم الاحد بعث الملك في طلبي ، وقال لي من بعثه :
من شأن الرسول حضور مائدة الملك ، فيجب أن تجيب إلى طعامنا ، ولا تنقض كل رسومنا . فقلت له : أنا من علماء المسلمين ، ولست كالرسل من الجند وغيرهم الذي يعرفون ما يجرى في هذا الموطن عليهم ، والملك يعلم أن العلماء لا يقدرون أن يدخلوا في هذه الأشياء وهم يعلمون ، وأخشى أن يكون على مائدته من لحوم الخنازير ، وما حرمه الله تعالى ، على رسوله وعلى المؤمنين . فذهب الترجمان وعاد

مقدمة المحقق 28

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست