نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 27
وعند ما تهيأ الباقلاني للخروج إلى القسطنطينية ، قال له أبو القاسم : المطهر بن عبد الله ، وزير عضد الدولة : الطالع خروجك . فسأله عن معنى هذا الكلام ، فلما فسر له مراده ، قال الباقلاني : لا أقول بهذا ، لان السعد والنحس كله والشر والخير بيد الله عز وجل ، وليس للكواكب ههنا مثقال ذرة من القدرة ، وإنما وضعت كتب المنجمين ليتعيش بها الجاهلون من العامة ، ولا حقيقة لها . فقال الوزير : أحضروا إلى أبا سليمان المنطقي ، فليست المناظرة من شأني ، ولا أنا قائم بها ، وأنما أنا أحفظ علم النجوم وأقول : إذا كان من النجوم كذا كان كذا ، وأما تعليله فهو من علم المنطق . فأحضر وأمر بمكالمة الباقلاني ، فقال أبو سليمان للوزير : هذا القاضي يقول : إن الباري - سبحانه - قادر على أن يركب عشرة أنفس في ذلك المركب الذي في دجلة ، فإذا وصلوا الجانب الآخر يكون الله قد زاد فيهم آخر فيكونون أحد عشر ، ويكون الحادي عشر قد خلقه الله في ذلك الوقت . ولو قلت أنا : لا يقدر على ذلك ، أو هو محال - قطعوا لساني وقتلوني ، وإن أحسنوا إلى كتفوني ورموني في الدجلة . وإذا كان الامر كما ذكرت لم يكن لمناظرتي معه معنى ! فالتفت الوزير إلى الباقلاني وقال : ما تقول أيها القاضي ؟ فقال : ليس كلامنا ههنا في قدرة الباري تعالى : والباري قادر على كل شئ ، وإن جحده هذا الجاهل ، وإنما كلامنا في تأثيرات هذه الكواكب ، فانتقل إلى ما ذكر لعجزه وقلة معرفته ، وإلا فأي تعلق للكلام في قدرة الباري عز وجل في مسألتنا ؟ وأنا وإن قلت : إن القديم ، تعالى ، قادر على ذلك ، ما أقول : إنه يخرق العادة ويفعل هذا ، لأنه لا يجوز عندنا أن يخلق اليوم إنسانا من غير أبوين ، فإذا كان كذلك ، فقد علم الوزير أن هذا فرار من الزحف . فقال الوزير : هو كما ذكرت . وقال أبو سليمان المنطقي : المناظرات دربة وتجربة ، وأنا لا أعرف مناظرات هؤلاء القوم ، وهم لا يعرفون مواضعاتنا وعباراتنا ، ولا تجمل المناظرة بين قوم هذا حالهم . فقال له الوزير : قبلنا اعتذارك ، والحق أبلج . ثم مال إلى الباقلاني بوجهه ، وقال له : سر في رعاية الله . قال الباقلاني : " فخرجت فدخلنا بلاد الروم حتى وصلنا إلى ملك الروم بالقسطنطينية ، وأخبر الملك بمقدمنا
مقدمة المحقق 27
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 27