نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 25
المسلمين بالسعي في تحرير أسراهم المعذبين لدى الروم " وكان خليقا بالأستاذين الفاضلين ألا يكتبا هذا الكلام البيزنطي بعد نقلهما لقول ابن الأثير : إن عضد الدولة أرسل الباقلاني إلى ملك الروم في جواب رسالة وردت منه . وكان حسبهما أن يسجلا على أنفسهما عدم " معرفة ظروفها التاريخية " فإن ذلك كان أسلم لهما ، وكان يمنعهما من أن يتورطا فيما تورطا فيه ، فليس صحيحا ما قالاه من أنه " ليس في التاريخ ما يدل على اتصال وثيق بين عضد الدولة وبين الروم من شأنه أن يكون داعيا لبعثات سياسية أو حربية " . وليس صحيحا كذلك أن المؤرخين أشاروا إلى هذه السفارة باختصار ، ودلوا على صبغتها الدينية الخالصة . وليس صحيحا مرة ثالثة أن عضد الدولة قد قصد من بعثة الباقلاني إرضاء شعور المسلمين بالسعي في تحرير أسراهم . أجل إن هذه الأقوال كلها ليست من الصحة والصواب في شئ ، فقد بين المؤرخون لتلك الفترة من الزمان الاتصال الوثيق بين عضد الدولة وملك الروم ، وأن البعثات السياسية قد تبودلت بينهما عدة مرات منذ سنة 369 حتى وفاة عضد الدولة في شوال سنة 372 ، وأن وفد الروم الثالث أدرك وفاة عضد الدولة وحضر مجلس صمصام الدولة وتسلم منه الهدايا وتمم عقد المعاهدة . ومجمل ما فصله المؤرخون في ذلك : أنه لما توفى أرمانوس ملك الروم وقام بعده ابناه باسيل وقسطنطين ، افترقت كلمة الروم ، وطمع كبار القواد في الاستئثار بالملك . وكان ممن طمع في ذلك السقلاروس المعروف بورد الرومي ، فجمع الجموع واستجاش بالمسلمين من الثغور وكاتب أبا تغلب بن حمدان وواصله وصاهره ، وأخرج إليه الملكان عسكرا بعد عسكر فكسرهم ، وجرت بين الفريقين معارك طاحنة ، انتهت في يوم الاحد لثمان بقين من شعبان سنة 368 ه بانهزام السقلاروس ، وقد توجه بعد هزيمته إلى ديار بكر ، ونزل بظاهر ميافارقين ، وأنفذ أخاه قسطنطين إلى عضد الدولة يستنصره على ملكي الروم ، ويعده ببذل الطاعة وحمل الخراج إذا انتصر ، فأحسن عضد الدولة استقباله ، ووثق إليه بخطه ووعده بجميل إنجاده ، وتطاول مقام قسطنطين لدى عضد الدولة ، وانتهى خبره إلى الملكين الأخوين بقسطنطينية ، فأنفذا إلى عضد
مقدمة المحقق 25
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 25