نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 24
في المجلس كلام كثير ، وقال الملك على إثره لقاضي القضاة : ألم أقل لك : إن مذهبا طبق الأرض لابد له من ناصر . ولما انقضى المجلس صحبني بعض الحجاب إلى منزل هيئ لي فيه جميع ما أحتاج إليه ، فسكنته . ولما خرج الباقلاني قال الملك لقاضيه : فكرت بأي قتلة أقتله لجلوسه حيث جلس بغير أمري ، وأما الآن فقد علمت أنه أحق بمكاني منى . ثم دفع ابنه صمصام الدولة ، ليعلمه مذهب أهل السنة ، فعلمه وألف له كتاب " التمهيد " ولم يزل الباقلاني مع عضد الدولة ، إلى أن أقدم بغداد . وكان دخوله إياها في سنة 367 ، وظل الباقلاني أثيرا لديه ، حتى إنه جعله رئيس البعثة التي أوفدها في سنة 371 إلى ملك الروم . وقد قال الأستاذ " محمود محمد الخضيري " والدكتور " محمد عبد الهادي أبو ريدة " في مقدمتهما لكتاب التمهيد : " إن هذه المناظرة جرت في مجلس الإمبراطور باسيليوس الثاني ، الذي حكم من سنة 365 إلى سنة 416 ه " . ثم قالا : " ومهما يكن أمر سفارة الباقلاني بين عضد الدولة وبين ملك الروم ، فنحن لا نعرف ظروفها التاريخية ، وربما كان ملك الروم قد أراد من يبين له أمر الاسلام ، أو يجيب عن أسئلة النصارى بشأن ما يعتقده المسلمون . ويتبين من تفصيل المناقشات أن مهمة الباقلاني كانت مدنية علمية ، هي أشبة ببعثة تبادل الآراء ومعرفة وجهات النظر الدينية ، ولا سيما أنه ليس عندنا في التاريخ ما يدل على اتصال وثيق بين عضد الدولة وبين الروم من شأنه أن يكون داعيا لبعثات سياسية أو حربية أو أشبه ذلك ، وأن المؤرخين يشيرون إلى هذه السفارة باختصار ، أو هم يذكرون ما يدل على صبغتها الفكرية الدينية الخالصة . على أنه من الجائز أن يكون ظهور شأن السلطان الفاتح عضد الدولة ، بعد حروب دامت طويلا بين البيزنطيين والمسلمين وبعد تمرد أحد قواد الروم على الإمبراطور في الشرق ، كان مما دعا الإمبراطور البيزنطي إلى عقد صلات التعارف مع عضد الدولة " ثم قالا : " إن الغرض الذي رمى إليه عضد الدولة من بعثة الباقلاني إلى بيزنطة هو إرضاء شعور
مقدمة المحقق 24
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 24