نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 21
لنا أن نطأ بساطهم ، وليس غرض الملك من هذا إلا أن يقال : إن مجلسه مشتمل على أصحاب المحابر كلهم ، ولو كان ذلك خالصا لله لنهضت . وشايعه على ذلك بعض أصحابه . ولكن الباقلاني لم يعجبه رأى شيخه فقال له : كذا قال ابن كلاب والحارث ابن أسد المحاسبي ومن في عصرهم : إن المأمون فاسق ظالم لا نحضر مجلسه ، حتى ساق أحمد بن حنبل ، وجرى عليه بعد مما عرف ، ولو ناظروه لكفوه عن هذا الامر ، وتبين له ما هم عليه بالحجة . وأنت أيضا - أيها الشيخ - تسلك سبيلهم حتى يجرى على الفقهاء ما جرى على أحمد ، ويقولوا : بخلق القرآن ونفى الرؤية وها أنا خارج إن لم تخرج . فقال الشيخ : أما إذا شرح الله صدرك لذلك فافعل . قال الباقلاني : فخرجت إلى شيراز ، فلما دخلت المدينة استقبلني ابن خفيف في جماعة من الصوفية وأهل السنة ، فلما جلسنا في موضع كان ابن خفيف يدارس فيه أصحابه " اللمع " للشيخ أبى الحسن الأشعري ، فقلت له : تماد على التدريس كما كنت ، فقال لي : أصلحك الله ، إنما أنا بمنزلة المتيمم عند عدم الماء ، فإذا وجد الماء فلا حاجة إلى التيمم . فقلت له : جزاك الله خيرا ، وما أنت بمتيمم ، بل لك حظ وافر من هذا العلم ، وأنت على الحق ، والله ينصرك . ثم قلت : متى الدخول إلى فنا خسرو ؟ فقالوا لي : يوم الجمعة لا يحجب عنه صاحب طيلسان . فدخلت والناس قد اجتمعوا ، والملك قاعد على سرير ملكه ، والناس صفوف على يسار الملك ، وفوق الكل قاضى القضاة : بشر بن الحسين ، وكان يدخل مع الوزراء في وزارتهم ، ويصغي الملك إلى رأيه في أمر الدولة ، فلما رأيت ذلك كرهت أن أتقدم على الناس وأتخطى رقابهم ، من غير أن أرفع ، ولم تدعني نفسي أن أقعد في أخريات الناس . وكان عن يمين الملك المجلس خاليا ، ولا يقعد هناك إلا وزير وملك عظيم . فمضيت وقعدت عن يمينه ، بحذاء قاضى القضاة ، فوجدوا من ذلك ، وفزعوا واضطربوا ، لأنه كان عندهم من الجنايات العظام ، ونظر الملك لقاضي القضاة نظرا منكرا ، وما في المجلس من يعرفني إلا رجل واحد . فقال للقاضي : هذا هو الرجل الذي طلبه الملك من البصرة ، فأعلم الملك بذلك ، فقال قاضى القضاة : أطال الله بقاء مولانا ، هذا هو الرجل
مقدمة المحقق 21
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 21