responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 14


فقال : ( فأتوا بسورة من مثله ، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) من غير تعيين . فدل على أن المعنى فيه غير ما ذهبوا إليه " ثم ذكر الرأي الرابع الذي ذهب إليه الأكثرون من علماء أهل النظر ، وهو أن إعجازه من جهة " البلاغة " وقال : " ووجدت عامة أهل هذه المقالة ، قد جروا في تسليم هذه الصفة للقرآن على نوع من التقليد ، وضرب من غلبة الظن ، دون التحقيق له ، وإحاطة العلم به . ولذلك صاروا إذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة التي اختص بها القرآن ، وعن المعنى الذي يتميز به عن سائر أنواع الكلام الموصوف بالبلاغة - قالوا : لا يمكننا تصويره ، ولا تحديده بأمر ظاهر نعلم به مباينة القرآن غيره من الكلام : وإنما يعرفه العالمون به عند سماعه ضربا من المعرفة ، لا يمكن تحديده . وأحالوا على سائر أجناس الكلام الذي يقع فيه التفاضل ، فتقع في نفوس العلماء به - عند سماعه - معرفة ذلك ، ويتميز في أفهامهم قبيل الفاضل من المفضول منه . وقد يخفى سببه عند البحث ، ويظهر أثره في النفس ، حتى لا يلتبس على ذوي العلم والمعرفة به . وقد توجد لبعض الكلام عذوبة في السمع ، وهشاشة في النفس ، لا يوجد مثلها لغيره ، والكلامان معا فصيحان ، ثم لا يوقف لشئ من ذلك على علة " ثم عقب الخطابي على ذلك بقوله : " وهذا لا يقنع في مثل هذا العلم ، ولا يشفى من داء الجهل به ، وإنما هو إشكال أحيل به على إبهام " ثم ذكر أن دقيق النظر ، وشاهد العبر ، قد دلاه على ما يباين به القرآن سائر الكلام ، وأن العلة في ذلك : " أن أجناس الكلام مختلفة ، ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة ، ودرجاتها في البلاغة متباينة غير متساوية . فمنها البليغ الرصين الجزل ، ومنها الفصيح القريب السهل ، ومنها الجائز المطلق الرسل . وهذه أقسام الكلام الفاضل . فالقسم الأول أعلى طبقات الكلام وأرفعه ، والقسم الثاني أوسطه وأقصده ، والقسم الثالث أدناه وأقربه . فحازت بلاغات القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصة ، وأخذت من كل نوع من أنواعها شعبة ، فانتظم لها بامتزاج هذه الأوصاف نمط من الكلام يجمع صفتي الفخامة والعذوبة . وهما على الانفراد في نعوتهما

مقدمة المحقق 14

نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني    جلد : 0  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست