نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 13
بغزارة المادة ، وعمق الفكرة ، ودقة الاستنباط وروعة البيان ، وظهرت فيها شخصيتهم واضحة المعالم ، بينة القسمات . ومن كتب الخطابي الجليلة : كتاب " غريب الحديث " و " معالم السنن في شرح سنن أبي داود " و " أعلام السنن في شرح البخاري " وإعجاز القرآن " وهو أصغرها حجما . بدأ الخطابي كتابه بقوله : " قد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديما وحديثا ، وذهبوا فيه كل مذهب من القول ، وما وجدناهم - بعد - صدروا عن ري ، وذلك لتعذر معرفة وجه الاعجاز في القرآن ، ومعرفة الامر في الوقوف على كيفيته " ثم عرض للأقوال التي قيلت قبله في وجوه الاعجاز ، وبدأ برأي القائلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد تحدى العرب قاطبة بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عنه ، وانقطعوا دونه . وعقب عليه بقوله : " وهذا - من وجوه ما قيل فيه - أبينها دلالة ، وأيسرها مؤونة ، وهو مقنع لمن لم تنازعه نفسه مطالعة كيفية وجه الاعجاز فيه . ثم ثنى برأي القائلين بأن العلة في إعجازه " الصرفة " أي صرف الهمم عن المعارضة ، وإن كانت مقدورا عليها ، غير معجوز عنها ، إلا أن العائق من حيث كان أمرا خارجا عن مجاري العادات - صار كسائر المعجزات . وعلق عليه بقوله : " وهذا أيضا وجه قريب ، إلا أن دلالة الآية تشهد بخلافه ، وهي قوله سبحانه : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) . فأشار في ذلك إلى أمر طريقه التكلف والاجتهاد ، وسبيله التأهب والاحتشاد ، والمعنى في الصرفة التي وصفوها لا يلائم هذه الصفة فدل على أن المراد غيرها " ثم ذكر رأى الطائفة التي زعمت أن إعجازه إنما هو فيما تضمنه من الاخبار عن الكوائن في مستقبل الزمان ، وصدقت أقوالها مواقع أكوانها . ثم نقده بقوله : " ولا يشك في أن هذا وما أشبهه من أخباره ، نوع من أنواع إعجازه ، ولكنه ليس بالامر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن . وقد جعل سبحانه في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها ، لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها ،
مقدمة المحقق 13
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 13