نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 12
فأبان عن أوجه دلالتها على الاعجاز . ويعنينا أن نذكر هنا ما قاله عن توفر الدواعي ، و " الصرفة " لما للأولى من دلالة خاصة ، ولأهمية الثانية . قال : " وأما توفر الدواعي فتوجب الفعل مع الامكان لا محالة ، في واحد كان أو جماعة . والدليل على ذلك أن إنسانا لو توفرت دواعيه إلى شرب الماء بحضرته ، من جهة عطشه واستحسانه لشربه ، وكل داع يدعو إلى مثله ، وهو مع ذلك ممكن له ، فلا يجوز أن لا يقع شربه منه حتى يموت عطشا لتوفر الدواعي على ما بينا . فإن لم يشربه مع توفر الدواعي له دل ذلك على عجزه عنه ، فكذلك توفر الدواعي إلى المعارضة على القرآن لما لم تقع المعارضة دل ذلك على العجز عنها " وقال عن الصرفة : " وأما الصرفة فهي صرف الهمم عن المعارضة . وعلى ذلك يعتمد بعض أهل العلم في أن القرآن معجز من جهة صرف الهمم عن معارضته وذلك خارج عن العادة كخروج سائر المعجزات التي دلت على النبوة . وهذا عندنا أحد وجوه الاعجاز التي تظهر منها للعقول " وختم كتابه بالإجابة عن سؤال أورده ، فقال : " فإن قيل : فلم اعتمدتم على الاحتجاج بعجز العرب دون المولدين ، وهو عندكم معجز للجميع ، مع أنه يوجد للمولدين من الكلام البليغ شئ كثير ؟ قيل له : لان العرب كانت تقيم الأوزان والاعراب بالطباع ، وليس في المولدين من يقيم الاعراب بالطباع كما يقيم الأوزان بالطباع ، والعرب على البلاغة أقدر لما بينا من فطنتهم لما لم يفطن له المولدون من إقامة الاعراب بالطباع . فإذا عجزوا عن ذلك فالمولدون عنه أعجز " وقد ذهب الرماني إلى نفى السجع من القرآن ، وتسمية ما فيه من ذلك فواصل لان الأسجاع عيب ، والفواصل بلاغة ، لان الفواصل تابعة للمعاني ، وأما الأسجاع فالمعاني تابعة لها ، وهو قلب ما توجبه الحكمة في الدلالة . أعجاز القرآن للخطابي : ولد أبو سليمان : حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي سنة 319 وتوفى سنة 388 ه وهو من أعلام الفكر الاسلامي في القرن الرابع الذين امتازت كتبهم
مقدمة المحقق 12
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 12