نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 18
وموافقة القرآن ، فقالوا : يا عمر ما أحد أحب إلينا منك ، قلت ولم ؟ قالوا : لأنك تأتينا وتغشانا ، قلت : إنما أجئ لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضا ، وموافقة التوراة القرآن وموافقة القرآن التوراة ، فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف ظهري ، فقالوا : إن هذا صاحبك فقم إليه ، فالتفت إليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل خوخة في المدينة ، فأقبلت عليهم فقلت : أنشدكم بالله وما أنزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه رسول الله ؟ فقال سيدهم : قد نشدكم الله فأخبروه . فقالوا : أنت سيدنا فأخبره ، فقال سيدهم : إنا نعلم أنه رسول الله ، قال : فقلت فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه ، قالوا : إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة ، فقلت من عدوكم ، ومن سلمكم ؟ قالوا : عدونا جبريل ، وهو ملك الفظاظة والغلظة والآصار والتشديد ، قلت ومن سلمكم ؟ قالوا ميكائيل ، وهو ملك الرأفة واللين والتيسير ، قلت فإني أشهدكم ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل ، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل وإنهما جميعا ، ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا . ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلني فقال - يا ابن الخطاب ألا أقرؤك آيات نزلت علي قبل ؟ قلت بلى - ، فقرأ - قل من كان عدوا لجبريل فإنه - الآية ، حتى بلغ - وما يكفر بها إلا الفاسقون - قلت : والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود . فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر . قال عمر : فلقد رأيتني أشد في دين الله من حجر . وقال ابن عباس : إن حبرا من أحبار اليهود من فدك يقال له عبد الله بن صوريا حاج النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله عن أشياء ، فلما اتجهت الحجة عليه قال : أي ملك يأتيك من السماء ؟ قال جبريل ، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو وليه ، قال : ذاك عدونا من الملائكة ، ولو كان ميكائيل لآمنا بك ، إن جبريل نزل بالعذاب والقتال والشدة ، فإنه عادانا مرارا كثيرة ، وكان أشد ذلك علينا أن الله أنزل على نبينا أن
18
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 18