نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 171
حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ارزق ثعلبة مالا ، فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما فعل ثعلبة ؟ فقالوا : اتخذ غنما وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره ، فقال : يا ويح ثعلبة ثلاثا ، وأنزل الله عز وجل - خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها - وأنزل فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة رجلا من جهينة ورجلا من بني سليم ، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة ، وقال لهما : مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم ، فخذا صدقاتهما ، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقال : ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية ، ما أدرى ما هذا انطلقا حتى تفرغا ثم تعود إلي ، فانطلقا وأخبرا السلمي ، فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها ، فلما رأوها قالوا : ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك ، قال : بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة ، وإنما هي إبلي فأخذوها منه ، فلما فرغا من صدقتها رجعا حتى مرا بثعلبة ، فقال أروني كتابكما أنظر فيه ، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي ، فانطلقا حتى أتيا النبي عليه الصلاة والسلام ، فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة ، وأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي ، فأنزل الله عز وجل - ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن - إلى قوله تعالى - بما كانوا يكذبون - وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك ، فخرج حتى أتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا ، فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : أن الله قد منعني أن أقبل صدقتك ، فجعل يحثو التراب على رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني ، فلما أبى أن يقبل منه شيئا رجع إلى منزله ، وقبض
171
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 171